عبقرية المنصب العام

mainThumb

22-08-2009 12:00 AM

موسى عبداللطيف الصبيحي

الأدوار "الالتفافية" التي مارسها ويمارسها بعض المسؤولين "الأردنيين" خالية من الدسم، وتفوح منها رائحة نتنة، وتحمل كماً هائلاً من التساؤلات والاستغرابات، ويبرز السؤآل الأهم: هل هذه الممارسات هي ذاتها التي يجب أن تُمارس لتطوير الأردن وتحسين مستوى معيشة المواطن الذي بات يعاني من آلام وصداعات مزمنة في رأسه..؟!
المؤشرات تقول أن الأمور ليست على ما يرام، وأن سلّم الأولويات بات مقلوباً، وهناك كثرة من المسؤولين الرسميين لا يأبهون بما يجري في الشارع فضلاً عن أن يفهموا نبض الشارع ومعاناته، فتراهم يفضلون اللجوء إلى تغييرات شكلية تحقق لهم فيما يتصورون "برستيجاً" يحميهم من تغوّل الشارع وتداعيات صداعه الوطني المزمن، فالاهتمام ينصب على إعادة تصميم مكاتبهم فقط في الوقت الذي هم فيه بأمس الحاجة لإعادة تصميم عقولهم وطرائق تفكيرهم لتنسجم مع مشكلات المجتمع ومعاناة الناس اليومية، وتحقق رؤى وتطلعات القيادة الناشطة..!!
ما الذي يجري..؟! قد أفهم أن ما يجري يدل على غياب المساءلة الحقيقية، فلا أحد يُحاسب، وإن حوسب لا يعاقب.. ثمة جرائم ارتُكبت ولا تزال تُرتكب بحق الوطن والإنسان، إلاّ أن مجرماً واحداً ممن يصنفون بأنهم من طبقة "السوبر بيبول" لم تثبت إدانته، فدائماً كانت هناك فرص وافرة للتملص والتنصل والبراءة..!!
ماذا يفعل الوطن بحفنة من الفاسدين، زكمت رائحة فسادهم حتى أنوف الدواب، ويا ليت الأمر وقف عند هذا الحد، لكن المخجل والمؤلم أن بعضهم باتوا يلقنوننا دروساً ومواعظ في الوطنية والأمانة والانتماء... تنظر إلى ثرواتهم فتقول سبحان رب كريم.. وتتساءل هل خُلقوا أثرياء، وإذا كانت الإجابة بالنفي وهي غالباً كذلك، فما العبقرية التي يمتلكونها حتى وصلوا إلى هذا المستوى من الثراء الفاحش، وهم من مارسوا الوزارة أكثر مما مارسوا التجارة..؟!! ولا تجد سوى عبقرية المنصب العام.. إنه الكنز الذي اغترفوا منه وأثْروْا وأضحت لهم سلطة مالية فوق سلطة السلطة..!!

لم ينْصِب الأردن عبر تاريخه الممتد أعواد مشانق في ميادين عاصمته العتيدة، أو في ساحة "الحسيني" لأن قيادته العتيدة آثرت الحكمة والعقل والسماحة ومنحت فرصاً أوسع للتوبة والرجوع إلى الحق، لكن البعض استغل هذه السماحة لممارسة القباحة، فأي تنصل من العقل وصلت إليه بعض الشخصيات والرموز و"القامات" وهي تمارس أبشع أنواع الاستغلال وتملأ جيوبها من مكتنزات الوطن طغياناً وافتئاتاً على الحق والخلق..!!
آهٍ لكم نتألم على غياب أعواد المشانق، لأن أجساداً خربة فاسدة تحتاج أن تُعلّق للعبرة والعظة، وللدلالة الناصعة أدعو إلى التفتيش والسؤآل: من أين لك هذا يا هذا..؟؟!! وما الذي تمارسه في غياب المساءلة الحقيقية بحق الوطن..!؟
الناس تريد إجابة دون غمامة.. وندعو أهل الثقة والخبرة ليدلوا بآرائهم، فالرأي قبل شجاعة الشجعان هي أولُ وهي المقام الثاني.. والسلام على منْ اتبع الهدى..



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد