غــرائـب وعـجــائـب فـي الأردن1

mainThumb

27-08-2009 12:00 AM

علاء بني خلف

يثيرني دهشة مع شبابنا الأردني وخاصة الجامعي منهم بالذات هو الانتشار الكبير للأجهزة الخلوية معهم وعدم الثبات عند جهاز واحد فيكون معه واحد واثنان وللأسف ما بكون معه ثمن للشحنة ببطاقة أو لا يستطيع الذهاب إلى الجامعة لأنه أجار طريق ما معه على الرغم حرصه لحمل باكيت دخان ماربورو بيده مع الموبايل و دفتر مذكرات للمحاضرات وحتى الموظفين من شبابنا الاكارم يكون معدل دخله الشهري 300 دينار تقريبا ويحمل أكثر من جهاز وسعر الواحد على الأقل مابين 300 الى 400 دينار على الرغم من ان الهدف من الموبايل هو للاتصال الضروري فقط.

مع العلم ان قيمة صافي مستوردات المملكة من الأجهزة الخلوية لهذا العام حوالي 80 مليون دينار وأوضحت البيانات أنه خلال الخمسة أشهر الأولى من العام الحالي تم استيراد 830 ألف جهاز خيلوي وذلك بحسب بيانات صادرة عن دائرة الإحصاءات العامة و بينت أرقام رسمية أن نسبة انتشار الهواتف الخلوية لدى الأسر الأردنية بلغت العام 2008 نحو 94 في المئة من عدد الأسر في المملكة، وبنمو 8 نقاط مئوية عما كانت عليه النسبة العام 2007 ، التي سجلت آنذاك 86 في المئة. وكشفت الأرقام أن ثلاثة أرباع الأسر في المملكة لديها أكثر من خط خلوي , ولهذا نجد أن مظهر اقتناء جهازين أو حتى ثلاثة أصبح من مظاهر الترف والمباهاة الاجتماعية سواء بين الشباب أو الفتيات وحتى الصغيرات منهم،"وليس للحاجة إليه".والسؤال ألان كيف لنا أن نتحدث عن فقر وارتفاع في نسبة البطالة مقابل هذا الاستهلاك الباذخ لهذه الشريحة؟

كما يجدر الذكر بان إيرادات قطاع الاتصالات الخلوية في الأردن حتى نهاية عام 2008 وصلت إلى 922 مليون دولار، مقارنة مع 883 مليون دينار في نهاية عام 2007 626.95 مليون دولار في عام 2006. بنسبة نمو بلغت 42.4% ,كما قد ذكرت مجموعة الاتصالات الأردنية ان صافي أرباحها في عام 2008 زاد بمعدل 6.1% ليصل الى 100.3 مليون دينار وذلك بحسب تقرير مجموعة المرشدون العرب كما أكد “جواد عباسي” مدير عام مجموعة المرشدون العرب أن عدد مشتركي خطوط الهواتف النقالة بلغ عددها حتى نهاية النصف الاول من العام الحالي 5.6 مليون ، مقارنة مع 5,3 مليون مشترك في نهاية عام 2008 والاانكى من ذلك أن عدد سكان الأردن بأطفاله وشبابه ورجاله وحريمه وعجائزه بلغ 5.9 مليون نسمة .

ومن هنا نتساءل ان نفس المواطنين الذين يغضبون لارتفاع أسعار الخبز والمحروقات بما هو أقل من دينار هم أنفسهم الذين يشترون أحدث أنواع الأجهزة الخلوية حتى يتباهوا بها في المجتمع ويحصلون على هوية رفيعة المستوى حتى لو كان ذلك يترافق مع أوضاع صعبة داخل الأسرة والبيت كما أنهم هم الذين يفضلون شراء الدخان على الغذاء والأدوية والترفيه العائلي المشترك وبهذا ينفق الأردنيون 650 مليون دينار سنويا على التدخين دون أن نأخذ في عين الاعتبار التكلفة الصحية العلاجية للأمراض الناجمة عن التدخين مع زيادة في ارتفاع نسبة المصابين بالسرطان إلى نحو أربعة آلاف مواطن سنويا ثلثهم من المدخنين و الأدهى والأمرُ من ذلك أن لحظة إعلان النتائج التوجيهي انفق الأردنيون ما يقارب نصف مليون دينار على الألعاب النارية ومع قرب رمضان انفق الأردنيون خلال يومين ما يقارب 750 إلف دينار على الرسائل القصيرة والسؤال هنا إلى متى يستمر هذا الإهدار في المال الخاص والعام والى أين ستأخذننا ظاهرة الفشخرة و الاهتمام بالمظاهر والكماليات والتقليد الاعمى وها نحن الان في شهر العبادة وشهر المفروض انه بكون شهر الاقتصاد لا شهر الولائم وكثرة الإنفاق شهر الطاعة لا شهر تكديس البضاعة شهر الورع والتواضع فمن تواضع لله رفعة .

وأخيرا هل يعتقد(المتفشخر) أن الاحترام مرهون باللبس أو السيارة أو نوع الموبايل ؟ الإجابة قطعاً لا، إنما الإنسان يُحترم لدماثة خلقه وحُسن تعامله والتصاقه بالأدب، وأريحيته، وسمعته الطيبة، وتواضعه وكرمه.. هذه هي المقاييس الحقيقة، وكل إنسان يرغب في أن يلبس أحسن لباس ويركب أحسن مركب، ولكن هذه وسائل وليست صفات، فالوسيلة تختفي وتبقى الصفات الحميدة ،التي تشع نوراً في الطريق لصاحبها .

clevermaleman@yahoo.com



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد