صحيفة السوسنة الأردنية

أحــمــد الـحـيـار ي

بــدأ الـعـام الـدراســي وبــدأت مـعــه هـمــوم كـثــيرة ، ولـكــن هــذا الــعام يختـلف عـن كـل عــام ... فـهـنـاك وبــاء ( انفلونزا الخنازير ) يتـزامـن مع بداية الدراسة لـهـذا الــعــام حيث أصبح مـن الـمـعـلوم ان احـتمـال اصـابـة صـغار الـسن بـهـذا الوبـاء أكــبر مــن احتـمـال اصـابة الـكـبـار ، بـسبب ضـعـف المـنـاعـة لــديهم – بحكم صغر السن ــ .

مـعـالـي الوزيــر :

الوضع خـطـيـر جـدا ..... خـاصـه عـنـدما نـعـلـم أن بريـطانيا تـقـوم باعـداد مـقـابـر جماعيه استعدادا منها لارتفاع عـدد الوفيات , وكـذلـك عـنـد سـمـاعنا عـن الوفــيـات في دول مـتـقــدمـه عـلمـيـا مـثـل : كـنـدا ، امريكا ، بريطانيا ،... ووفـيات فـي دول الـجـــوار كالسـعـوديه و فلـسـطـين ومـصـر ...

الـمـوضوع وباختـصـار مـسألـة حـيـاة أو مــوت -- لا سـمـح الله ولا قـــــدّر -- ولا يحـتـمل الـرهـان علـى حـياة ابـنـائـنا ,,، والتطمـينات الـتي صـدرت مـنـك : ((( ان الوضع بمدارس الممـلـكة لا يبـعـث عـلـى القـلـق عــلى الاطــلاق وان تخوف اولياء امور الطلبة لا داعي له ابدا ))) كـلام جـميل جدا...... لـكن عـنـدما تـقـول يا وزيـر الصحـه وفـي نـفـس الـتـصريح ((( بان وزارة الصحة ووزارة التربية والتعليم تتابعان أوضاع المدارس أولا بـأول وعـن قـرب وكـثب من خلال فـرق موجودة تقوم بزيارة المدارس ))) .

للأسـف ... الكلام غير مـطبّق فــي الواقـع وهـنا يـكـمـن الخـطر، وكـنا نتـوقع من الوزيـر ان يكـون اكـثر شـفافـيه ودقّـه فـي سـرد الحـقـائـق وأكـثر استعدادا لمواجهة هذا الوباء الذي يـهـدد ارواح اطفالـنـا .. فـلـذات اكـبـادنـا ... لانهم البراءه في زمـن الخطايا و اصدق البـشر في الوقت اصبح فيه الـكـذب لغـه الناس وهم شعاع الامـل فــي زمــن الـبؤس و الظـلام وهم مـن يرسمـون الابتسـامه على شفاهـنا وهـم الذين من أجلهم نصبر على ضنك الحياه وهمومها ...

( المال والبنون زينة الحياة الدنيا ) تـركـنا المــال للحـيـتان ورجـــال العــطــآءآت لـيـبتعدوا عن اطفالنا والبنون ... ويحاولوا ولو لـمرة واحدة عـلى الاقـل تكـوين ثـرواتهم دون الـمسـاس بحـياة المـواطــن, ولـكـن وللأسف قـامت وزارة الصحـة مـؤخرا ومـن غير حسـيب أو رقـيب وبـدون ضـمير او أدنـى احسـاس بالمـسؤولـيه باستـيـراد (400 ألف ) جـرعة فاسـدة من المطعـوم الـثـلاثي (( ام ام ار )) استخدمـت الوزارة مـنها قرابة (100 ألـف) مطعـوم وبـعد ظهـور مضاعفات على المواطنين الـذين تـم تطـعيـمهم ومنها ظهورالطفح الجـلدي والاحمرار وأعراض أخرى تــم إيقـافها وإتـلافها بعد ان عرضّت الوزاره حياة ( 100 ألف) مـواطن للخطـر وأن تكـبـدّت حـكـومـتـنـا الرشـيـدة أثمانها البالغــة مـئـات الآف الـدولاارات ... فمـن أجـل مـصـلحة من كـل مــا يحدث ؟

وكيف تتكــون الـثـقه بين الـمـواطـن والحـكـومـة وكيف نـقتـنع بتصريحات الوزيـر ...؟؟؟؟؟؟

فـي الـواقـع أن درهـم وقــايــة خــيـر من قنطــار عــلاج , ولـكـن مـا فـائدة الـدرهم بدون وقـاية ومـا الفائـدة من قناطير مقنّطـرة مـن علاجـات ومـطاعـيم فـاسدة ؟؟ الـوبــاء بــدأ فــي الانتـشار فـي المـدارس والمـدن والـقرى , وحـياة ابناؤنا ليـست للمسـاومة وليـست مرهونة برسـم عـطاء يرسـي عـلى أحدهم لاسـتيراد علاجات ومطـاعـيم فـاسـدة لنتعـاون جمـيعا للـقـضـاء عـلى هذا الوبـاء وبدون اسـتعـراض للعضلات ... فأمـن مجتمعنـا الصحـي أكـبر من أي قـرار فردي...فالوضع الطـبيعي في الحـيـاة هو ان الأبـنـاء يــدفــنون الآبـــاء... فلا تـكن سـببا يا مـعالي الوزير لجعـل الآبــاء يــدفـنون الأبـنـاء .

Ahmedhyr@Gmail.com