قو الرجال سادة

قو الرجال سادة

18-09-2009 12:00 AM

دخل المجلس المكون من عشرين رجلا ومد يده لأول رجل على يمينه مصافحا، فمد الآخر وجهه فقبله ثلاثا ثم زاد اثنتين لإصراره، وتابع مثلها على العشرين حتى عاد من حيث بدأ، وكاد أن يعيد العملية من جديد عندما حاول أول واحد أن يكرر تقبيله ناسيا! استاء من هذا الفعل وقد يكون غيره قد استاء لكن تجرعها مجاملة وجريا على العادة!.

مواسم التقبيل قادمة في وقت يحذرون من هذه العادة التي لا أعرف من أين غزتنا، فليست من عند العرب في صحرائهم ولم تكن في الإسلام! فتحية الرجال وسلامهم إما أن يكون مصافحة أو بالكتف، لكن التقبيل من الوجه وقد ينزلق حتى يقترب من الشفاه بين الرجال لا يليق ولم يفعله العرب ولا المسلمون ولم تسُد هذه العادة عند شعوب كثيرة، ولكنها وجدت عند شعوب أخرى وانتشرت حتى وصلتنا نحن العرب عند طريق تلاقح الحضارت، وهي عادة بالنهاية غير محببة ومزعجة لاعتبارات كثيرة آخرها هو أن يفرض أحدهم وجهه لتقبله، وتزدحم الوجوه على وجهك ويختلط العرق أو العطر حتى تمله.

في الأعياد وفي بيوت العزاء التي تكثر هذه الأيام سيصطف الناس للسلام وكثير منهم اعتاد هذه العادة وصار يفعلها لا شعوريا، فقد لا تستطيع الإفلات منه، فهو يغمض عينيه ويمد وجهه ليحرجك! لكن من الأسلم ألا تجاريه وامنعه من التقبيل حتى يعرف الخطر الذي قد يحصل من جراء هذا السلوك مع انتشار الأوبئة، وعدم التقبيل من وسائل الحجر على الوباء حتى لا ينتشر، ثم هي عادة فيها من الإرباك والتزاحم والملل ما فيها! فما أحسن ان يمد الرجل يده مصافحا ويشد على يد الآخر وتتقابل العيون مصافحة فتعرف الود والأخوة والحب من نظراتها، لا أن تمد خدك وعيونك تنظر الى شيء آخر قد ينسيك من تقبله الآن.

كثير من العادات غير المرغوبة تزاحمت على مجتمعنا يجب أن نجتثها من جذورها، وهذه فرصة مواتية لنتقتلع هذه العادة، فانتشار انفلونزا الخنازير تنذر بالخطر والتقبيل أحد جنودها الفتاكين، فلا تجعلها تنتشر من أجل مجاملة بسيطة لاتقدم ولا تؤخر.

كم كان مريحا صوت المنادي من خلال موج الناس الزاحف على المقابر إذا تزاحمت القبل على وجوه المستقبلين وهو يصيح " مصافحة مصافحة" وليتهم يسمعون المنادي، أما الآن فالمرض ينادي " مصافحة مصافحة" حتى المصافحة قد تنقل المرض لذا علينا التوقي وعدم التصرف بطريقة تفاقم المرض.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد