لعم للحوار .. لعم للمؤتمر !!!

mainThumb

08-05-2009 12:00 AM

لم تتمكن تسع عشرة سنة مضت على انعقاد المؤتمر الحركي الخامس لفتح من رأب الصدع ومعالجة حالة التراجع والإنهيار ، وعدم التوافق على إنجاز المؤتمر السادس لحركة تمثل العمود الفقري لمنظمة التحرير الفلسطينية ، وتشكل رأس الحربة في مشروع النضال الوطني لإقامة الدولة المستقلة ... وكذلك الأمر فيما يزيد عن ثلاث سنوات من حالة الإنقسام والإنفصال الفلسطيني الحاد جغرافيا وسياسيا وحكوميا ، فعلى الرغم من أن قضيتنا الفلسطينية وجماهيرنا الوطنية والإسلامية – والحمد لله – حبلى بالقيادات والزعامات إلا أن هذه القيادات تبدو عاجزة عن تحمل مسؤولياتها وإلتزاماتها تجاه فلسطين وقضيتها وشعبها .

معظم فئات الشعب الفلسطيني وفصائله الوطنية والإسلامية ، لا زالت تنتظر أن يتم تجاوز الأوضاع الداخلية المأساوية بالإسراع في توحيد شطري الوطن ( الضفة وغزة ) والإعلان عن إنجاح الحوار الشامل المثمر وطي صفحة الصراع والإنقلاب المدمر ، وكذلك أن تنجح حركة فتح بإعتبارها رائدة العمل الوطني الفلسطيني في لملمة صفوفها وترتيب أوضاعها التنظيمية ، ولا أبالغ إذا ما أعتقدت أن كثيرا من أبناء شعبنا قد صلّوا وإبتهلوا إلى الله عز وجل ، راجين منه أن يهدي ويوفق المتخاصمين في حوارهم وأن يعينهم على تجاوز صفحات خصامهم السوداء ويساعدهم على رص صفوفهم وتوحيد كلمتهم لما فيه الخير والصلاح لشعبهم وقضيتهم .

وكثير من هؤلاء كانوا قد كتبوا - ولا زالوا – مقالات عديدة ومتنوعة عن حركة فتح ومؤتمرها السادس وحالة الإنهيار والشلل التي تعيشها الحركة ، وعن حركة حماس ودخولها النظام السياسي الفلسطيني وبرنامجها الإسلامي السياسي ومحاولاتها لتقليد حزب الله في المزج ما بين المقاومة والسلطة ، وعن الحوار الفلسطيني العقيم ، ولا أذكر أن أيا من هذه الكتابات قد اعطت يوما بصيص أمل في النجاح والتقدم ومعالجة الأزمة سواء في قضية الوحدة الوطنية وإنهاء حالة الإنقسام الداخلي والإنقلاب الدموي ، أم في مسألة إستنهاض فتح والرقي بأوضاعها الداخلية المترهلة .

إلا أن غالبية المقالات والتصريحات – إن لم يكن جميعها – كانت تؤيد وتؤكد على ضرورة إنجاح الحوار الفلسطيني والنجاح في الإتفاق على عقد مؤتمر فتح السادس ، وكانت صرخات أصحاب هذه المقالات تملأ الفضاء والسماء بأن " نعم للحوار الفلسطيني والوحدة الوطنية " و" نعم للإسراع في عقد المؤتمر السادس لحركة فتح " ، وقد طالت هذه الصرخات وجوه الفاسدين والمجرمين والقتلة والإنتهازيين ، الذين شوهوا نضالات الشعب الفلسطيني وإنتهكوا حرمات دينه ومسيرة شهدائه وأسراه وجرحاه ، وأولئك الذين أضعفوا فتح وزادوها بلاءا وإنهيارا .

نعم لقد صرخ أبناء الشعب الفلسطيني - من الكتاب والمثقفين والمحللين والنشطاء السياسيين والأكاديميين والأسرى والمعتقلين وغيرهم - وخاطبوا المؤتمرين والمتحاورين والمفاوضين والمسؤولين ، وتباكوا في كتاباتهم على أوضاعنا المزرية المخجلة ، ولا حياة لمن تنادي ، فهل يا ترى بات مطلوبا من كل هؤلاء أن يقولوا : لا للحوار ولا لإنعقاد المؤتمر الحركي السادس لفتح ؟!! أم أن المطلوب منهم : أن يكونوا منافقين ودجالين وأصحاب مواقف مبتذلة ورخيصة ودعاة شعارات كذب ومجاملة ؟!!!

الحقيقة المرة المؤلمة ، هي أن الشريحة العظمى من شعبنا قد سئمت هكذا أوضاع وأحبطت من تدهور العلاقات الوطنية والنضالية الداخلية ، ومن تفكك وضعف القوى والتنظيمات التي لا زالت تعتبر الرافعة الحقيقية لمسيرة الفداء والتضحية والدفاع عن الحقوق الفلسطينية المشروعة وحمايتها من مشاريع الإحتلال الإسرائيلي التصفوية والإستيطانية وإجراءاته القمعية والوحشية .

الحقيقة المرة المؤلمة ، هي أننا - بفشلنا وتفسخنا - قد دخلنا في نفق مظلم ومستنقع أسود وأغرقنا قضيتنا ومستقبلها ومبادئنا وأخلاقنا ومسيرة شهدائنا ، في بحر شهواتنا الفردية ونزعاتنا الذاتية وأجنداتنا الفئوية ، فتهنا وتاه معنا آلاف الأسرى والمعتقلين ومئات الآلاف من المشردين والجرحى والمنكوبين ، والمر العلقم في حقيقتنا أننا صرنا نهتف : لعم للحوار ... لعم للمؤتمر .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد