كريستال

mainThumb

07-03-2010 12:00 AM

فريال الحموري

ها قد مضى على زواجي ما يقارب ال26عاما قطعت خلالها أشواطا في الحياة ولكم نقاذفتني التجارب والمواقف الجميلة والحزينة وعشت أياما صافية وملونة بألوان قزح وبالمقابل سكنتني أيام تمنيت لو استطيع أن أمحوها من ذاكرة العمر لكم هربت لدفتر االهمسات لأبوح له بما لا استطيع الجهر به ورحلة طويلة للعشق كانت لي مع اليراع لكم شاركني السراء والضراء ولكم حملته مكنونات النفس بكل حب وارتياح جتى كتبت عنه في ذات مرة
لماذا الحياة تسير بعكس
وكيفما سرت هي لاتسير؟
ومالي صديق سواه اليراع
أحبه حبا تنامى بقلبي وقلب الشعور
لكم ظل يحنو علي بحب
فيكتب شعري
وينثر نثري
وينقل قلبي لأنى يسير

وهكذا توطدت علاقتي بالقلم وعرفت ان الكتابة ان لم تكن تلهيك فهي تهدئ من روع أفكارك وتشتتها ولكم كتبت وكتبت وفي كل ما كنت أكتب بحثت عن الجديد الذي يعوضني أياما بل أعواما من التقلب في انتهاءات الزمن ولكم طالت ساعات انشغالي بالأمور الروتينية التي انقضى العمر ولم تنتهي وظيفه وانجاب وتربية أطفال ومتابعة النشاطات التي اعتدت عليها منذ بواكير الصبا فمن أمسية الى محاضرة أو جلسة عائلية أو مرافقة الصديقات للفوز بساعة خالية من أي تنغيص أو تفكير ولنشرب قهوتنا بعيدا عن الضوضاء الذي يسببه الصغار وآبائئهم الكبار الذين يصرون دوما على ارتداء ثياب آبائهم ويحبون أن يكون الواحد منهم السيد الذي يامر فيطاع وسيفه القطاع وخلال احدى جلسات القهوة تلك اكتشفت ان لكل امرأة ما يشغل تفكيرها في الحياة واننا نحب أن نبدو أمام الآخرين بمظاهر خادعة تعبر عن سعادة مزيفة لبعضنا فقط لتكون الآنثى بوضع قوي أمام غيرها من النساء وكانت تجلس معنا تلك الصديقة الطيبة والكاتبة الموهوبة والتي اعتدنا عليها وعلى احاديثها لكن ما أن بدأت كلامها ختى اكتشفنا وجود مقموعة جديدة بيننا ونحن الذين كنا نحسدها لحباتها الجميلة والظاهرة لنا وحريتها التي تتمتع بها في التعبير عن آرائها في كل التجمعات الثقافية فجمعت حولها الكثير الكثير ممن يتايعون ما تكتب باعجاب ومثابرة
لكننا فوجئنا بواقعها المغاير للسعادة المقنعة التي تعيش فما أن بدأت بالأدللء برأيها بموضوع الزواج حتى تنهدت لتشرع بوابة الذكريات على مصراعيها قالت باختصار ان العمر مضى خلسة.
ومضت أجمل أعوامه من دون أن أشعر بمرورها فلربما لم أحياها كما تمنيت ولكم تحملت من صروف الزمن وما كان يهمني سوث المحافظة على الكريستال كي لايخدش هنا قاطعنها بالكلام لأسألها وما دخل الكريستال في موضوع حياتك الزوجية ؟
تابعت لتقول فليسامح الله ذلك الصديق الرائع الذي اهداني هذه الكريستالة بداخل وصية أوصاني اياها وقبل أعوام طويلة خلال الأيام الأولى لخطبتي ففي ذلك اليوم والذي لن أنساه ما حييت كنت أتحدث مع خطيبي والذي هو الآن زوجي ووالد ابنائي ولا أعرف بماذا كان الخلاف بيننا بالرأي فلم أجد الا بذاك الصديق العزيز يقول لي اذ سمعني اثناء جلوسه بجانبي بحكم عملنا معا وبمجرد أن انهيت اتصالي مع خطيبي وبعد ان تأسف لتدخله بالموضوع قال : لا يا عزيزتي اياك أن تخدشي الكريستال يومها ضحكت وأجبته ماذا تعني بالكريستال؟؟؟
قال سمعتك غاضبة وأنتما لا زلتما بأجمل مراحل الزواج الا وهي الخطوبة وهذا يعني انكما تسيران بالاتجاه الخاطئ اذا ما بدأتما بالصراخ والعناد وعدم الأتفاق على أمور الحياة فكيف ستكون الأمور بينكما بعد البدء بمراحل المسؤوليات والأسرة وما ينتج عنها من مشاكل اسرية ماذا ستفعلان؟؟
يا عزيزتي ان الزواج أشبه بالكريستال الثمين والكلمة قد تكون خادشة له ومدمرة لحياة الزوجين ولأنني أحترم هذا الأنسان الآروع ولكم تمنيت أن أعيش بالطريقة التي يعيش بها مع زوجته باللطف والمحبة الدافقة والأحترام والأخلاص لذا قررت أن آخذ بنصيحته وأحافظ على الكريستال بدون خدش وعشت حياتي وكل همي أن لا يخدش الكريستال فظلمت نفسي كثيرا وتبعثرت أوراق عمري ورقة ورقة ومن دون جديد والهم الوحيد عندي كان أن لا أجرح الكريستال ليس مهما أن أتحطم أنا أو أدفن نفسي كما النعامة والرمال ولكم ضحكنا كثيرا حين قالت الآن لو تعود السنون للوراء سأقول له لذلك الصديق صاحب النصيحة اعذرني لأنني آسفة على أخذي لنصيحتك واتمنى يا عزيزي لو انني كسرت الكريستال من قبل أن أموت في سبيل حمايته من الخدش فبعض العلاقات الزوجية للأسف تأخذ الطابع الديكوري وليس الأسري العميق لتنتج مع الأيام مجموعة من التناقضات التي يتأثر بسببها الأبناء والذين يكونون أصلا نتاج علاقة زوجية غير متكافئة كان أحد طرفيها يحاول كل جهده أن لا يجرح الكريستال حتى انتهى وانتهت حياته

* كاتبة أردنية مقيمة بالولايات المتحدة الأمريكية


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد