من أنا

mainThumb

28-07-2025 10:37 PM

في هذا الليل البهيم، تهرب مني الرغبة في كل شيء عدى الرغبة في السؤال التي تستولي على كياني كله،السؤال الذي يجعلني أعود لنفسي وأتَجَرَّد من العالم ومن من حولي، من أنا؟
هذا الذي يشعرني بالفصام في داخلي، وما الضير من ذلك؟ كل خلق هو فصامي بطريقة أو بأخرى، لا أحد يستطيع أن يبرع بنفس الدور على الدوام، ستضطره الحياة أن يتجرد من قناع ويرتدي آخر، هل يستطيع من يدعي التعفف حقا أن يتمالك نفسه في مفترقات الطرق لجسد فاتن، نزوات القلب المنفلتة، مسارات المشاعر المتحررة، أيستطيع كبحها أم أنه يتجرد من قناع التعفف ريتما تهدأ المشاعر الملتهبة التي رضخ لها، ومن تم يعود.
أجد جوابا لكل شيء، ولا أجد جوابا لمن أنا؟
سؤالٌ تشتد سطوته، ليجعل كل الأسئلة الأخرى تَسهُل وتتلاشى.
هل أنا كمال وفقط؟ الإسم الذي لم أختره حتى، أم أنا كَومَة من التقاليد التي ورثها، هل أنا أفكاري ومعتقداتي، وإسلامي هذا، أهو عن قناعة أم وراثة؟
ربما الأحَقُّ أن أسأل الفراغ قائلا بدلا من، من أنا، من نحن؟ وأين تمضي بنا سفينة الحياة هاته وهي تَمْخُرُ عُباب الأمواج، وفي كل لحظة من ذروتها يأمر الرُبَّان فيُرمى أحدهم وقد انتهى دوره في الحياة، ولا أحد يدري مصيرة من يتلقفه من حضيضه، حوت ضخم؟ يبتلعه فيعيش في عمقه كسيدنا يونس، ولكن يونس دعى ربه فاستجاب له وأخرجه إلى النور، لما لا يستجيب الرب، كم طرقة وجب طرقها في الباب المنيع لكي يفتح، مثنى، ثلاث؟ أم طرقات لا حصر لها؟ لربما كانت السبيل المَسْلُوكة خاطئة ولم نغيرها، بينما الله سلك نحونا شطرا كبيرا ولكننا أبصرنا بالبصر، وأهملنا البصيرة.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد