مزامير معلم

mainThumb

27-03-2010 12:00 AM

كل الذين ينظرون في التربية بعيدون عن الميدان أو لا يعرفون واقع التعليم الآن، قد يكونوا مارسوا التعليم يوما لكنه يوم من أيام كان المجتمع يزخر بالقيم، ويدعم المدرسة ويدرك دور المعلم في التربية قبل التعليم، فإذا كبا المعلم يقيلون عثرته بل دائما يعتبرونه على حق لأنهم يدركون صعوبة تربية الأبناء وصعوبة توجيههم الوجهة السليمة، ولم يتخلوا عن أبنائهم ليربيهم الشارع والخلوي ورفاق السوء والأنماط المستوردة من الحياة الغربية التي طغت على مدارسنا وخاصة أن الطالب أول ما يريد ممارسة هذه الأنماط يكون على معلمه الذي يجاهد في حمله على التعليم بشتى الوسائل منفردا وإذا وقع في خطأ أو وصل الى درجة من الإنفعال وهو في هذا الواقع، يمطر بوابل من التنظير من الذين لا يدركون عظم مصيبته وهم يتكلمون من مكاتبهم الفارهة وقد يزعجهم ويثير أعصابهم صوت مراجع أو طرقة هنا أو هناك تشق الهدوء الذي ينعمون به، ثم يفتحون الفم بالتنظير على المعلم وعلى قطاع التعليم الذي يصل أحيانا الى الجنون من ضوضاء العمل.

في هذه الترنيمة رُصدت من معلم في غرفة الصف وهو يشرح واقعه للمنظرين وقد تستعصي بعض الألفاظ عليهم، لكن لا ضير لو عادوا الى معجم عربي لم يستعملوه يوما أو هجروه منذ زمن بعيد ويبحثون عن بعض معاني هذه المعاناة:

قصة التعليم
قـصـة الـتـعلـيـم هـذي هي بـدعا في القـصـص

يـكـتـوي الـعـامل فيـها بـلـواهـيــــب الـبَـهَـص

تـتـرك الـمـرء مريضا بـيـن أنــواع الغـُصـَص

يــبـدأ الـيــوم نـشـيـطا يــتـصـدى لـلـحـصـص

كـلـمـــا أورد درســــا شـام قـــردا قــد قَََـلـَص

لــو تــراه وقــت درس سـتـرى طـرفـا شَخَص

لـبــقـــايــــا كـائــنــات شـكلـهـا يـدني المَغـَص

أو ترى المسؤول يأتي سـتــرى شخصا رَبـَص

لأمـــــور تــافــهــــات لـيـس فـيـهـا مـا نشـص

وهـو لا يـعـرف شـيـئا لـو حـكى حـرفـا خَبَص

تـشـرب الـذل كؤوســا راشـفـا مـنـهـا ومـَـصّ

كـلـمـا أبـديـــت رأيـــا لـرئـيــس قــال : أصّ !

هـذا عـيــب بـل حــرام مـن حـكى فـيـه حَـنـَص

أنـــت لـــوح أو كـتــاب لا تــحــاول أن تَــنُــص

وإذا الـطــالـب يــبـغــي ضربكَ في الحال "كُص"

دعــه يـلهـو بـك شـيـئا كل هــذا مـنـك حـِرص

هـكـذا أنـــت سـتـبــقــى بـيـن طــرفي الـمَـقـص

بــيـن مـسـؤول وطالب أيـهـا الـقــابـض قــُص

بـعـدهـا تـغـدو صـريعا في أمور "حيـص بيـص"

أنــبــئـونـي خــبــرونـي كيف يعـطي مـن نُغِص

يـا عـيـونـا صـار فـيـها من أذى الدرس خَوَص

تــنـهـل الـعــلـم لــذيــذا ثــم تـلــقــيــــه لـِلــص

ســرق الــوقـت ثـمـيـنا وعـلـى الـدُرج جـَعَص

هـــو شــــٌر ثــم شـــــٌر مـن على الجلد البرص

عـصـر هـذا الـعـلم ولّى مـثـلــمــا زاد نـَــقـَـص

إن في الـقــلــب جــراحاً إن فـي الـقـلب غُصص

أردت الـفـكـــر كـلـيــلا مـن تـبـاريـح الـبَـيَـص

مـهـنـة التـعـلـيم صارت مـن بـنـيـهـا تـَنـتـقـِـص

لـيـتـنـا نـُفـصـلُ مـنـهــا ربـمـا الـجـرح خَـمَص



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد