نوادي المعلمين

mainThumb

25-04-2010 08:00 PM

لمن لا يعرف من المعلمين، فنوادي المعلمين المنتشرة في المملكة تقدم بعض خدماتها للمعلمين الذين يرغبون في التواصل الاجتماعي مع الآخرين أو يجدون في نفوسهم قدرة على ممارسة النشاطات بأنواعها كون نوادي المعلمين مكانا للتسلية والترفيه، وهي لا تبخل في تقديم بعض الخدمات مثل كونها تستخدم كصالة أفراح أو تكون مكانا لبعض النشاطات الرياضية المتاحة كالسباحة أو البلياردو، وقد تقدم نوادي المعلمين أيضا خدمات الترفيه غير ألعاب التسلية كالشاي والقهوة والعصائر لمن يتواجدون- من الوجد- في صالاته.




لكن هل هذا ما يريده المعلمون! هل هذه الخدمات التي يجدها المعلم في أقرب مقهى أو صالة أفراح هي التي تنقص المعلم، ماذا تقدم نوادي المعلمين للمعلم من حيث مهنته ومن حيث رؤيته لمهنته وعلاقته بها، وحتى لو رعت نوادي المعلمين محاضرات تربوية أو استخدمتها الوزارة لاستقبال متعاقدين مع المعلمين أو كانت مكانا لنشاط طلابي.. لكنها عجزت عن استقبال المعلمين للحديث عن همومهم ورسم رؤيتهم لمهنتهم! وتنكرت لهم وهم في أمس الحاجة اليها لدعم المهنة والنهوض بمستوى التعليم الذي أصبح المعلم فيه الحلقة الأضعف ما هوى بالتعليم في البلد الى أدنى مستوى، فالمعلم الضعيف أمام بعض أولياء الأمور ممن لا يعرفون معنى التعليم والتربية، وبعض الطلبة الذين لا يعرفون مصلحتهم، فينفلتون ويتجاوزون على المعلم، محميين بسيف القضاء وسيف الوزارة ثم لا يستطيع المعلم الدفاع عن نفسه، ولا أن يشرح وجهة نظره وليس هناك جهة تتبنى موقفه وتنقذ العملية التربوية من الانحراف الذي بدأ يعصف بالمجتمع مع غياب دور المدرسة، وأصبح المنحرفون يفرضون رؤاهم على الجميع بسيف الحرية.




ماذا ستقدم نوادي المعلمين اضافة لما سبق؟! هل سيكون هناك نداء من نادي المعلمين "كمبنى" الى الحكومة لتنصف المعلمين من معاناتهم، وهل سيطالب نادي المعلمين "كمبنى" من الحكومة لتجعل بعض الأمراض المتعلقة بالمهنة اصابات عمل كأمراض السكري والضغط والانفصام والوسواس القهري والزهايمر، أقول هل ستطالب النوادي كمبنى لأن هذه المباني يرتادها الكثير وأقلهم المعلمون، ولن يشعر هذا المبنى بمعاناة المعلم في الميدان وفي ساحة المدرسة وغرفة الصف.




نوادي المعلمين جزء من الوزارة وتشرف عليها مديرية النشاطات، وهي بالتالي ترعى نشاطات المعلمين والطلبة لصالح الوزارة، وتوفر لهم المكان الذي يمارسون فيه نشاطاتهم إن استطاعت ووجدت التمويل اللازم كأن تسيّر رحلة عمرة، ولا ترقى لأن تدعم المعلم مهنيا وتطالب بحقوقه وتعرض معاناته على الحكومة وترقى بأدائه المهني والعلمي ويكون هو الذي يرسم مستقبل التعليم حتى يصل به الى ما يريد من حيث النوع الذي تردى في الآونة الأخيرة جراء العبث بالتعليم من غير الخبراء به وبالمجتمع الذي فقد أهمية التعليم وتطاول على دوره وبذلك يكون المجتمع قد طعن نفسه بنفسه وفقأ عينه والخاسر الوحيد هو المواطن........






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد