لننصف أنفسنا أولاً

mainThumb

28-04-2010 10:50 PM

 لننصف أنفسنا أولاً

أيقظت مقالا ت الأستاذ الدكتور سعد ابو دية الأمل بوجود من يسطر تاريخ هذا البلد النظيف بقلم مؤمن بمسيرته المشرفه عبر السنين, فهو ينطلق في بساتين الأردن التاريخية من زهرة الى زهرة. فشكر الله لأستاذنا ألدكتور سعد وبارك في جهوده. وأخص بالذكر مقآلين قرأتهما بالفترة الأخيرة , هما "مآثر الأردنيين في الخارج" و الطريق الى الأردن من الجوف". فشعرت بنفس النشوة التي أحسها كلما شاهدت بوريه جندي أردني على دبابة أو سيارة عسكرية.




كل ما هبت على بلدنا ريح سموم تنهش تاريخنا أو ناعق على أحدى الفضائيات ينبري الإخوة المعلقين , (وأنا منهم, فلا أحب أن أترك مقعد المعلقين) للرد على هذا او ذاك ولكنهم مع ذلك يبقوا منتظرين الرد الرسمي الذي يأتي (هاذا اذا أتى) على استحياء, ولا زلت أذكر هذا الرد الحكومي على هيكل الذي صرح به من صرح (بأن هيكل ليس بحجم دولة حتى يُرد عليه), ألى أن بيّضها دولة الباشا ابو سمير الله يبيض وجه, فانتفض مدافعا عن هذا البلد ورفيق دربة جلالة المرحوم الملك الحسين طيب الله ثراه. نعم قد يخرج علينا من يقول اننا لسنا بحاجة للدفاع لأننا لسنا متهمين. وهنا أسألهم: ماذا نفعل اذاً؟ هل نبقي هدفا لكل باحث عن دور أو لقمة عيش على احدى المحطات أو الصحف ليترزق من خلال شتمنا أو تزوير تارخ بلدنا.




إن تاريخ اي بلد يكتبه المؤرخون (أمثال الدكتور سعد ابو دية) والإعلام والفن, فإذا كانت الحكومة ربما تحتكم الظروف الدولية للرد على المتفيهقين تاريخيا (أقول ربما), فإن المطلوب من الإعلام أكبر من المطلوب من الدولة. فالإعلام لا يخضع لمثل هذه الظروف. وكثيرا ما كان يثار السؤال عن المؤرخين الأردنيين الذي حصلوا على أعلى الشهادات بتاريخ الأردن وعندما نحتاجهم لا نجدهم. لا بل أننا نرى العديد من المقالات في الصحف تنتقد ما يُسمى بالفزعة والفزّيعة: والفزّيعة يا سادة هم حضرات المعلقين, باعتبار ان اسلوب الفزعة غير منظم. طيب يا سيدي : لن نفزع, ولكن الى متى سننتظر هذا الرد المنظم على تلك الحملات الظالمة؟؟ أقل القليل أن يتركونا كفزيعة ولا يكسروا من جهودنا بالتقليل من شأن الفزيعة.




تعتبر الدراما الشق الراقي من الفن فهي اقدم الفنون كمسرح طبعا, وتطورت الى السينما والتلفزيون. فأين الدراما الأردنية من التاريخ الأردني ومن المعارك الأردنية والشهداء الأردنيين على أرض فلسطين ومنهم الشهيد محمد الحمد الحنيطي الذي اشار اليه الدكتور سعد, وأين التوثيق الفني لمعركة الكرامة درة المعارك العربية على الجبين الأردني؟ اين هي من معارك الجيش الأردني في باب الواد و اللطرون ( بالمناسبة نعيش هذه الأيام الذكرى العاشرة لوفاة المشير حابس المجالي بطل اللطرون التي اسر فيها أرئيل شارون نفسه) والسموع وعلى أسوار القدس.




 وقبل ذلك الا يستحق هذا الشهيد نجيب السعد البطاينة الذي خر شهيدا على أرض ليبيا في حربها الأستقلاليه ضد إيطاليا؟ لقد وثّق الأخوة في جمهورية مصر العربية حرب تشرين (التي سبقتها معركة الكرامة شرفا وزمنا) سينمائيا بفلم خلّد بطولات الجيش المصري, فاين فنانوا الأردن من بطولات جيشهم العربي الباسل. الا يستحق كل بيت أردني هذا التكريم لأن كل بيت أردني ممثل بهذا الجيش العظيم, متى سنرى شعار الجيش العربي على رؤوس ممثلينا في عمل درامي مميز يعكس تميز البطولات الأردنية؟




على ما اذكر ويذكر من كان بعمرنا هو أن هناك مسلسلا رائعا رغم محدودية أمكانياته تم أنتاجه بالثمانينيات وهو مسلسل "هبوب الريح" تحدث عن الأردنيين في النضال الفلسطيني والتعاون الأردني مع أخوانهم الثوار الفلسطينين الذين كانوا يحصلون على بنادقهم من أهل الجنوب والبتراء تحديدا, وعندما ضاقت الدنيا بوجه المناضل عيد الصانع (الممثل عادل عفانة) توجه الى الأردن, وكان في استضافة قائم مقام في منطقة بالجنوب وهو شاعرنا الأرني مصطفى وهبي التل(الممثل عثمان الشمايله) الذي رفض تسليمه الى المندوب الأنجليزي, ولم يستطع المندوب القاء القبض عليه رغم أن الأردن كانت تحت الأنتداب, ويشير التاريخ وليس فقط المسلسل ان عيد الصانع هو الذي ضيّف بيك باشا الشاي وعرفه ولم يستطع القبض عليه. ولا أذكر بعدها عملا دراميا انتج بعد هذا التاريخ.



سبب آخر إضافة الى شرف التاريخ العسكري الأردني هو أن هناك من المسلسلات أنتجت لأحداث لها صميم العلاقه مع الأردن وتجاهلت دوره ( لآ أدري أهو تجاهل مقصود أو غير ذلك). وهذه المسلسلات هي أخوة التراب والذي تحدث عن الثورة العربية الكبرى ضد الأتراك ومسلسل التغريبة الفلسطينية الذي تحدث عن النكبة الفلسطينية. فقل لي بربك هل يمكن تصور عمل درامي يؤرخ لهاتين المناسبتين أن يتجاهل دور الأردن؟ ومع اعترافي بأن المسلسلين رائعين فنياً وقد شاهدتما أكثر من مرة, الا انهم لم ينصفا الأردن ولو من باب , التاريخ, لا بل كان فيهما تشويه للدورر الأردني.




لقد اختصر مسلسل أخوة التراب دور الأردن بأنه معبر للثورة للوصول الى دمشق, فلم يعرض الى دور العشائر والثوار الأردنيين مع الثورة بما يستحقوه, وحتى ننصف المسلسل ومن باب الموضوعية تعرض المخرج نجدت أنزور بهذا المسلسل الى بعض العشائر بأنهم يوصلون الثوار للشريف بمكة مقابل الذهب وعلى الطريق يسرقون هؤلاء الضباط الأشراف, فهل هذا هو الأنصاف. واعجبي!!




أما مسلسل التغريبة الفلسطينية فلم يأت على ذكر الأردن و مجاهدينة ولم يشر الى دور اي منهم بالثورة, وكأن الشيهد كايد المفلح العبيدات استشهد على أرض غير فلسطين !! مثل أنه لم يشر الى الدور الأردني باستقبال اللاجئين الى الأردن , اللهم اذا استثينا مشهدا يعرض أحد افراد الشرطه وهو يضرب أحد اللآجئين مما جعل الكايد ابو صالح (الممثل جمال سليمان) ينقض على الشرطي بس( ربك ستر) وخلصوه من يديه.




هذه بعض الخواطر التي فجرتها مقالات الأستاذ الدكتور سعد ابو دية. فهل ننتظر طويلا لنرى مثل هذا العمل الدرامي. نحن نريد الإنصاف فقط.

لكن

لننصف أنفسنا أولاً قبل أن نطلب أن ينصفنا الآخرون.

Alkhatatbah.maktoobblog.com

alkhatatbeh@hotmail.com




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد