تلفزيوننا الحبيب .. كل عام وانت بخير

mainThumb

01-05-2010 07:00 PM

 تلفزيوننا الحبيب....كل عام وانت بخير

يحتفل التلفزيون الأردني هذه الأيام بالعيد الثاني والأربعين لانطلاقته, وهنا نتقدم للتلفزيون أدارة وموظفين بأرق التهاني بهذه المناسبة العزيزة. ولقد شاهدت يوم الجمعة الماضي ببرنامج يسعد صباحك جزأً من هذه الإحتفالية فذكّرنا البرنامج برواد التلفزيون القدماء فمنهم من رحل عن هذه الدنيا ومنهم ما زال بيننا, فرحمة الله على من قضى نحبه منهم, ونساله تعالى أن يمد في أعمار من بقي بيننا من هذا الرعيل المتجدد.



لقد كان التلفزيون الأردني دوما محط اهتمام الحكومات المتعاقبة, فاجتهدت كثيرا في توفير الأدارة المناسبة لهذه المؤسسة الوطنية. ولقد كان هذا الموضوع على سُلم أولويات هذه الحكومة ولهذا كان من بواكير قراراتها تعيين الأدارة الحاليه, فكان تعيين مدير بحجم معالي الأستاذ صالح القلاب لمؤسسة الإذاعة والتلفزيون يعكس مدى هذا الاهتمام, حيث أن التنافس اصبح قسرياً وعلى أشده بين تلفزيوننا وبين المحطات الأخرى التي يصل بثها الى كل أردني في اي مكان يقطن. فلم تعد هذه المؤسسة المصدر الوحيد للمعلومة . لذلك وجب الإهتمام بها وتوفير قيادة على أعلى المستويات لإدارتها, فإذا اضفنا لمعاليه اساتذة كبار بحجم معالى السيدة ليلى شرف ومعالي الأستاذ حيدر محمود (مع الإحترام لباقي أعضاء اللجنة الكرام) تصبح الرؤيا واضحة لدى الحكومة حول نوعية الإعلام الذي تريد. ومن وحي هذا الإهتمام الرسمي, وعلى أضواء الشموع الإحتفاليه بالعيد الثاني والأربعين نضع بين يدي هذه الإدارة بعض الأمنيات.



لا أحد يستطيع ان يزايد على اصحاب المعالي بوطنيتهم. لكن نطمع بأن يتم التركيز على هذا الجانب بشكل أكثر نضوجا ونوعية بحيث يخاطب العقل وليس العاطفة فقط و لا يفرض اتجاهاً معيناً فرضاً. وربما يكون من المفيد أن نركز على البرامج الوطنية السياسية الحوارية التي تعكس مختلف الإتجاهات. فليحتضن تلفزيوننا العزيز كل التناقضات الحزبية الأردنية ويوفر لها البيئة الخصبة للنقاش وذلك حتى لا يذهبوا الى محطات أخرى تعرفونها. فالقوانين الأردنية سمحت بالتعددية الحزبية وهذة الأحزاب تغطي اردننا العزيز طولا وعرضا. لذلك من واجب إعلامنا المرئي والمسموع أن يعكس هذه التعددية, ولا بأس من وجود برامج حوارية على نمط ( الإتجاه المفاكح) مثلا حتى يتناقش أو( يتناحر) فيه من يذهب الى آخر الدنيا من أجل المفاكحة.



لا نريد تنافساً ماديا مع المحطات الأخرى, لأننا ببساطة لن نستطيع منافستها. فمزانية التلفزيون محدودة وليست بالمليارات كما هو الحال بالمحطات الأخرى, فحالنا لا يخفى على أحد وقدراتنا محدودة. ونعلم كذلك حجم القيود المفروضة على التلفزيون لأنه تلفزيون حكومي وليس محطة خاصة. لذلك نشعر بكثير من التعاطف مع معدّي البرامج لأن عليهم الموازنة بين مختلف الأطياف حتى لا يعكّر برنامج ما على شاشتنا العزيزة علاقاتنا مع الدول الشقيقة والصديقة. فلا يستطيع وزير الخارجية أو الإعلام التحصن بالحرية الصحفية اذا ثارت ثائرة البعض غضباً من برنامج معين. وكلنا نذكر تلك البرامج التي حاولت النيل من صورة الأردن بما فيها من افتراءات على بعض القنوات. وعندما (زعلنا) قالوا لنا ان هذه محطة خاصة, ولا سلطة لنا على المحطات الخاصة.



أما البرامج المحلية فنريدها انعكاساً لطبيعة مجتمعنا الأردني الطيب¸ تبرز ما فيه من خيرات وتكاتف وتعاون دون تكلف مصطنع. لنشجع البرامج الفلكلورية والترفيهية, ولتجوب كاميرات التلفزيون الأردن من شماله الى جنوبه بما فيه من جمال ربّناني طبيعي, وهنا نذكر بكل فخر برنامج يسعد صباحك الذي يطل على كل أسرة اردنيية وهي تلتف حول صحن فول أو حمص يوم الجمعة, فتجتمع فيه الفرحة على الوجوه , ويشكل حلقة وصل بين الأردنيين بالخارج مع أهلهم بالداخل. ولأنه كذلك نريد لمذيعاتنا ان يشعن البهجة بالنفوس من خلال كفاءتهن وبساطتهن. ولا بد من الأشارة والأشادة بهذه الكوكبة من المذيعات التي تعاقبت على هذا البرنامج. ومع الإحترام والتقدير لجهودهن جميعا الا أنني أود أن اخص بالذكر المذيعة إكرام الزعبي التي أخذت بمجامع قلوب المشاهدين بلهجتها الأردنية الأصيلة التي وظفتها بمهنية عالية في أدارة البرنامج, ولا أدري لماذا تركت البرنامج.



وبما أن الشيىء بالشيىء يذكر نعرّج على مذيعي البرامج وخاصة البرامج الترفيهية والمسابقات ونهمس بآذانهم أو آذانهن بأنه يجب أن تكون لنا خصوصيتنا الأردنية بالتقديم, وليس بالضرورة أن نقلد غيرنا بلهجة وملابس تشبة ما نراه على المحطات الأخرى, فيجب أن لا ننسى أننا بالأردن المحافظ. وكلما اختلفت طبيعة البرنامج اختلفت مهمة المقدّم لهذا البرنامج. أحيي القائمين على البرامج الحوارية الثقافية والدينية فهي بحق برامج ناضجة ومتميزة شكلا ومضمونا, فمقدموها أناس أكاديميون على درجة عالية من الثقافه.



تعتبر أغانينا الوطنية عنصرا مهما في شحذ الهمم للعمل العام وتوطيد علاقة الأردني بوطنه وقيادته وحتى تقوم هذه الأغاني بهذه المهمة الوطنية يجب اعادة النظر في كلمات هذه الأغاني, حيث يجب التركيز على أكثر من لون: أين نحن من أغاني زمان التي كان يكتب كلماتها معالي الأستاذ حيدر محمود والأستاذ سليمان المشيني. كذلك عند اخراج هذه الأغاني يجب الأنتباه الى نوعية الصور المصاحبة في الكليبات, اذ يلاحظ ان الصور المصاحبة هي نفسها التي تتكر مع كل أغنية. يجب أن يتوفر عنصر الصدق وعدم المبالغة في الأغنية لتعطي اُكلها وتحقق هدفها.



نختم بالتهنئة مرة أخرى بالعيد الثاني والأربعين لظهور هذه المؤسسة العريقة, و بالدعاء لمعالي الأستاذ صالح القلاب وصبحه الكرام بالتوفيق للقيام بمهمتم على الوجه الأكمل كما يريدها الوطن وقائده.



فكل عام وانتم بخير وكان الله في عونكم وسيروا والله معكم, فهو حامي المسيرة وناصر الحق, واحرصوا دائما أن يكون الأردن أولاً.

Alkhatatbah.maktoobblog.com

alkhatatbeh@hotmail.com


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد