البحث العلمي بين الرفاهية و التطبيق

mainThumb

28-05-2010 07:43 AM

لا يخفى على احد من العارفين بالأمور العامة ان القانون هو الأساسي و المرجعية بعمل المؤسسات و الاشخاص فهو ينظم عملهم و الكل منهم يسعى لتطبيقه لانه يمثل العقد ما بين المجتمع و هذه المؤسسات و الأفراد اللذين استجارتهم للعمل بها، و لولا هذا القانون لما كانت هذه المؤسسات و لما افرد لها المجتمع من امواله جزء لتقوم بالمهام و الواجبات الموكلة لها.



 و التعليم العالي في الأردن يحكمه قانون خاص به حدد الأهداف التي يسعى التعليم العالي في الأردن إلى تحقيقها والتي منها على سبيل المثال لا حصر في مجال البحث العلمي تحديدا إيجاد التفاعل والمشاركة والتعاون بين مؤسسات التعليم العالي و المجتمع. و دعم البحث العلمي ورفع مستواه وتوسيع نطاقه وربطه باحتياجات المجتمع وخطط التنمية وحضارة الأمة و تعميم استعمال اللغة العربية في مراحل التعليم العالي، وتشجيع التأليف العلمي بها، والترجمة منها وإليها.



و لكن في التطبيق العملي نجد ان البحث العلمي الذي يقوم به اساتذة الجامعات ليس له الا هدف واحد لا غير الاوهو الترقية، و من هنا جاءت تعليمات الترقية بالجامعات تشجع على البحث العلمي الموجه لغير الأردنيين و غير الناطقين باللغة العربية، فان كل تعليمات الجامعات تنص على النشر في المجلات غير العربية و تعتبر ذلك ميزة تمنح من ينشر في مثل هذه المجلات ان يكون بحثه عن بحثين منشورين في مجلة علمية اردنية و هي بالمناسبة واحدة في كل تخصص، و ترفض الابحاث المنشورة في اقدم و اعرق الجامعات العربية.



 و هنا لا يمكني الا القول ان من حق عضو هئية التدريس الترقية و الترفيع، و هذا حق كفله له القانون و الدستور في ان واحد فنحن من التطور الوظيفي و العلمي لاي فرد. و لكن اين حق المجتمع الذي يدفع لهذا العضو راتبه و و يدفع لكي تبقى الجامعات تعمل؟ سؤال كبير لا نلمح له اجابة لا في نوعية الابحاث و لا في المجالات العلمية المعتمدة لغايات الترقية في الجامعات الأردنية. و هنا اتسال كمواطن اردني يدفع سنويا مبلغ لاباس به إلى الجامعات الأردنية عددة اسئلة لعل اللذين يعيشون في برج عاجي من رؤساء الجامعات ان يجيب عليها.




1. لماذا لايوجد في الأردن سواء مجلة علمية واحدة في كل تخصص على الرغم من وجود اكثر من 20 جامعة أردنية، و لا يتعرف الا لمن نشر بهذه المجلة الوحيدة؟


 2. لماذا لا يعترف بالمجلات العلمية التي تصدر عن الجامعات العربية العريقة و التي تخرج منها معظم اعضاء الهيئات التدريسية في الجامعات الأردنية و درسوا هذه الأجيال اللذين أصبحوا اساتذة و رؤساء جامعات؟ و في الوقت نفسه يعترف بمجلة دورية تصدر عن معهد تدريب و لا يعترف بهذه المجلات؟


 3. لماذا لا تنص تعليمات الترقية على تقيم الفائدة العملية للبحث و بالتالي اذا كانت فائدة العملية اكبر و اكثر اعتبر بحثا مميزا و منح صاحبه نقاط اكثر في عملية الترقية؟


 4. لماذا الإصرار على منح المجالات العلمية الأجنبية ميزة و هل نشر الأبحاث في لغة أجنبية و مجلة أجنبية يجعل هذا البحث يخدم الاقتصاد و المجتمع الأردني ام انه نوع من التباهي غير المحمود؟ اننا نطالب إدارات الجامعات الأردنية اذا كان لدي هذه الإدارات انتماء للوطن و الدولة الأردنية ان تطبق القانون.


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد