الهجوم على أسطول الحرية" متفق عليه"

mainThumb

05-06-2010 07:00 AM


منذ أن زُرعت إسرائيل في المنطقة سعت بريطانيا ومن بعدها أميركا لتثبيت جذور إسرائيل في المنطقة، وكل ما حصل من أعمال عسكرية في بحر هذه المدة يصب في هذا الاتجاه، فكل عمل عسكري لابد له من مكاسب سياسية يسعى المخطط له لقطفها.




إسرائيل هذه الأيام في وضع لا تحسد عليه من حيث الموقف الدولي إذ كل الدول أدانت ما قامت به بصورة تختلف شدتها، وقبل هذه الحادثة قامت إسرائيل بالتحليق فوق لبنان وإظهار التوتر في المنطقة، حتى بريطانيا التي زرعت إسرائيل صرحت بالتزامن مع الاعتداء على أسطول الحرية أن إسرائيل سترسل غواصات قبالة السواحل الإيرانية وحتما كما قال الخبر: الغواصات ستمر من قناة السويس ومن البحر الأحمر والمضائق العربية، لماذا بريطانيا تصرح هذا التصريح؟!!.




كل هذه الأحداث ستصب في اتجاه دفع عملية السلام التي تعثرت في الآونة الأخيرة وخير من يدفعها حكومة الليكود التي هندست عملية السلام منذ ولادتها وكان سلاحها لقبول الشعب الإسرائيلي بها هو زج إسرائيل في موقف دولي حرج لا تملك الحكومة إزاءه إلا القبول بالأمر الواقع واستئناف عملية السلام بالشروط الأميركية التي من أولوياتها إقامة دولة فلسطينية في حدود 67 وهذا طبعا يصب في صالح دولة إسرائيل واستمرارها وتثبيت جذورها في المنطقة.




هاهي الأطراف بدأت تتحضّر لقطف نتائج الاعتداء على الأسطول، فتركيا لن تعيد العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل حسب تصريحاتها، إلا بعد رفع الحصار عن غزة، وإسماعيل هنية سيستقبل عباس في غزة لتوحيد الجهود لاستئناف عملية السلام، وهذا يدل على أن الموقف الدولي تغير بحيث أن وجهات نظر أخرى دخلت على الخط وصارت تملي توجهاتها ورؤيتها، ولكن كلها في اتجاه تثبيت دولة إسرائيل في المنطقة، وأن العالم لم يعد أحادي القطب وأن على معسكر أميركا أن يشرك معسكر روسيا في الأمر.




ما أريد قوله إن كل ما يحصل مخطط له وأن التصعيد من قبل إسرائيل وزجها في مواقف سياسية محرجة، هو من أجل إيصال الشعب الإسرائيلي للقبول في حل ما للقضية الفلسطينية، والحل طبعا مهما كان فهو في صالح دولة إسرائيل، لكن السؤال المطروح هل سيعيد هذا الحل للفلسطينيين حقوقهم سواء كانوا في الداخل أم في الخارج! وما هي التنازلات العربية التي ستجنيها إسرائيل جراء مغامرتها هذه، وهل الوضع العربي سيكون أفضل بعد قبول إسرائيل الحل السلمي! حيث تنازلت وأعطت الفلسطينيين حقهم في دولةٍ(بتنوين التنكير) ثم توغلت في عالم عربي شبه متخلف سياسيا ثم اقتصاديا (رغم البترول) ولم تلزم حدودها....... فالاحتلال العسكري أصبح قديما!!.






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد