فزعة عمرو موسى لغزة

mainThumb

16-06-2010 08:20 AM


وأخيرا فعلها عمرو موسى وقرر أن (يكسر) الحصار عن غزة. بارك الله بجهوده ولكن هل من سؤال لحضرته: الم يسمع بغزة قبل هذه الأيام؟ أم أن تلفزيونه لا ينقل أخبار غزة ولا يملك "دشاً" ليجلب له أخبار العالم. نعم أتفق مع من يقول أن تأت متأخرا خير من أن لا تاتي أبدا, وهذا المثل يُقال لشخص حيادي ليس له علاقة بما يحصل ولكن أن يأتي التأخير من الأمين العام للجامعة العربية فهذا غير مقبول أبداً. هل يحتاج سيادته الى أسطول الحرية ليذّكره بجيرانه وأخوته في غزة. سواء اتفقنا مع من يحكم غزة أو اختلفنا يبقى أهل غزة أهلنا ولهم علينا الكثير من الحقوق, ولا يخضع دعمهم لاعتبارات سياسية مهما كان نوعها.



حضور عمرو موسى المتأخر الى غزة يؤكد ما يتناقله الشعب العربي من أن الجامعة العربية هي دائرة من دوائر وزارة الخارجية المصرية, والدليل هو انه ما انتفض سيادته الا بعد قرار مصر بفتح المعبر لحالات انسانية بالعبور, فعبر سيادته كجزء من هذه الحاجات الأنسانية. ان واجبة العربي والوظيفي يحتم عليه زيارة غزة قبل هذا التاريخ , فالوضع بغزة بشكل عام يتطلب منه مثل هذة الزيارة. لا أدري ما هي هي الحجج التي سيقولها أو قالها للصامدين هناك عندما التقاهم أو للإعلام عن سبب تأخره بالحضور, ولكني شخصيا غير مقتنع بأي سبب قد يكون ساقه الا ما قلته آنفا عن تبعية الجامعة العربية للخارجية المصرية التي كان سيادته وزيراً لها قبل أن يصبح أمينا عاماً للجامعة العربية منذ زمن بعيد.



لم تكن لتعجز شخصا بحجم وخبرة عمرو موسى الوسيلة للحضور الى غزة, فكان بإمكانه أن ينسق لهذا الزيارة سياسيا منذ زمن كما فعل الآن بعد سماح مصر له. فسيادته لم (ينط عن الشيك) للحضور الى غزة, أو لبس طاقية الإخفاء. من المؤكد ان هذه الزيارة سبقها ترتيبات أمنية لضمان سلامته على أقل تقدير, وخصوصا مع الجانب الإسرائيلي. أنا لا أقتنع أنه لم يأخذ الضوء الأخصر من اسرائيل لإتمام هذه الزيارة. لهذا كان بأمكانه الحصول على هذا التصريح للقيام بمثل هذه الزيارة قبل الان , ويمكن كذلك لمن يرغب من السياسين أن يذهب الى غزة بنفس ترتيب عمرو موسى.



لا أدري ماذا حمل سيادته معه للشعب الصابر في غزة إضافة للعواطف؟ بصراحة لم نرى أو نسمع عن شيئ باستثناء شعوره بالصدمة لما شاهد من دمار, الا اذا كان سيادته ممن يتصدقون بالخفاء. بالأمس قرأنا عن احتجاج مواطن فلسطيني على تأخر زيارة الأمين العام وقال المحتج ان عمرو موسى قد "حضر بعد أن جفت حلوقنا", وهذا يدل أن العين كانت عليه والأمل معقود بناصية الجامعة العربية من زمن بعيد.



نأمل أن تتوالى الزيارات الإنسانية وأن لا تكون هذه الزيارة كبيضة الديك, وأولى الناس بمثل هذه الزيارة هو الرئيس عباس نفسه. وفي الحقيقة تناقلت وسائل الإعلام عن نيته الزيارة ولكن أشارت نفس الوكالات الى أن حماس تدرس طلب الرئيس للسماح له بمثل هذه الزيارة, وهنا أضع أكثر من علامة استفهام ولا أريد الخوض فيما يحمله هذا الخبر من مغزى.



سؤالي غير البريىء لمن ما زال يفكر بزيارة غزة وكسر الحصار هو كم يحتاج من أساطيل الحرية ليذكره بأن عليه واجب لم يقم به بعد تجاه اخوانه؟ الأردن بقيادته الحكيمة بادر ومنذ زمن بعيد بتسير القوافل والمستشفيات الميدانية التي يديرها أبناء الأردن النشامى للقطاع في حين ما زال الآخرون ينتظرون اساطيل الحرية لتنبههم من سباتهم العميق. يبدوا أننا في الأردن نفعل وغيرنا يلهو بعبارات البديع والبيان. وهذا ليس بغريب فكل بلد ينطلق من مفهومه للسياسة,وفي هذا المجال يأبى الآردن الا أن يكون أولاً.

أدام الله الأردن وقيادته سندا لكل محتاج, انه سميع مجيب الدعاء

Alkhatatbah.maktoobblog.com

alkhatatbeh@hotmail.com



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد