يريدون قتل طيور الجنة

mainThumb

26-06-2010 10:00 PM


لا ولم ولن نستغرب ما جاء في صحيفة "يديعوت احرونوت" العبرية الصهيونية عن مطالب بقتل المنشدين والقائمين على قناة طيور الجنة الفضائية وذلك على خلفية "فيديو كليب" لمنشدي القناة لأغنية بعنوان " لما نستشهد بروح الجنة"، عدم الاستغراب ناتج من كون هذا العدو مدمن على القتل والجرائم وارتكاب المجازر وإرهاب الأطفال والنساء والمدنيين الأبرياء العزل، نحن لسنا بصدد الخوض في الحديث عن ماهية هذه القناة وهل هي تجارية أم هادفة أو غير ذلك، ما نركز عليه وما ورغبنا الإشارة إليه والتذكير به هو الطبيعة الإجرامية التي تطغى دائما على كل أفعال هذا الكيان الغاصب.



ما آلمني وزاد من نزف جروحي المتقرحة وتحرش بوتر الذل الذي يؤرقني هو الحال الذي آلت إليه أمتنا التي ألفت كل مناظر التقتيل والذبح والإجرام بحق أبنائها في كل مكان، وهذا الكيان الممسوخ والابن غير الشرعي لعهر سياسة عالمية ظالمة كانت وما زالت منذ زرعه كسرطان في مراحله الأخيرة في جسد هذه الأمة فزادها مرضا على أمراضها لا يرضى بأن يشاهد مقطع بسيط لأطفال أبرياء يدافعون عن أرضهم في وجه من اغتصبها من الآباء والأجداد، المجرم الذي عاث فسادا وتقتيلا وترهيبا في ستة عقود خلت وارتكب من المجازر ما لم يسبقه إليها أحد،



 لم يرق له ولم يستطع أن يمرر مشاهدة مقطع بسيط تمثيلي غير حقيقي من قناة أناشيد للأطفال وطالب بقتل كل من يشارك في هذه القناة، لهف نفسي على أمة شاهدت بأم عينها يقينا جهارا ليلا ونهارا مجازر (دير ياسين وقبية وكفر قاسم وصبرا وشاتيلا وجنين وغزة) في فلسطين، ونظرا لصعوبة الحديث عن كافة المجازر التي ارتكبها ويرتكبها هذا الغاصب بحق أبناء فلسطين، بل لصعوبة حصرها، وهي المستمرة منذ أكثر من ستين عاما اكتفينا بذكر هذه المجازر، بالإضافة إلى آلاف الجرائم بحق أبنائها في العراق وأفغانستان والشيشان والصومال ولم تحرك ساكنا أبدا واكتفت في بعضها بترديد اسطوانة الشجب والاستنكار والتنديد المشروخة.



لم يفاجئوننا أبدا وماذا نتوقع من سفاح مجرم عربيد قاتل لا يأبه بشرعية ولا يعترف بحرمة ولا بقوانين ولا بمواثيق ولا إنسانية ولا غيرها، فمن أمن العقوبة أساء الأدب، فما بالك بمن يُبرئ بعد كل جريمة يقوم بها ما الذي سيردعه، وهل نتفاجئ بقتلة أنبياء الله الذي يدعون إلى الجنة أن يهددوا بقتل طيور الجنة، يا ترى لو كان التهديد صادر من جهة عربية أو إسلامية بقتل أطفال صهاينة نعقوا بأغنية إجرامية ضد العرب والمسلمين وما أكثرها طبعا هذه الأغنيات عندهم، ماذا سيكون رد جمعيات حقوق الأطفال والإنسان والأمم المتحدة والولايات المتحدة والإتحاد الأوروبي، جوابهم معروف ستتهم هذه الجهة بالإرهاب وتحاكم دوليا؛ لأن الأطفال الصهاينة أبرياء ولهم حرية كاملة بالتعبير عن آرائهم، ويقول البعض بعد كل هذا أن هناك تحيزاً تخيلوا.



القصة لم تبدأ هنا كما أنها لم تنتهي بالتأكيد عند هذا الحد فمسلسل الإجرام الصهيوني الذي ينتجه ويموله الغرب له لن يقف عند هذا الحد، وسيبقى يعربد دون حسيب ولا رقيب، ولكن مهما علت راية الجور والظلم سيُظهر الله رجالا ينزلونها ويمرغونها بالوحل إن شاء الله، وما دامت هذه الأغنية تزعجهم فسأعيد وأكرر:



" لما نستشهد بنروح الجنة ... لما نستشهد بنروح الجنة"، اللهم ارزقنا الشهادة واجعل الجنة دارنا ومقامنا إنك نعم المولى ونعم النصير.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد