فوبيا الانتخابات

mainThumb

26-06-2010 10:36 PM

 كلما استيقظت صباحاً ، لا اعرف لما يراودني النعاس من جديد ، وينتابني شعور الكسل السلس اللذيذ ،لاعود واتلحف افكاري المجنونه ، واتوسد هواجسي التي تراودني حول وطني ، ومستقبلي ، وابنائي ، حتى استند من سريري  اتهاوى  لابحث عني .

 

فاقف مترنح كما نوابنا لحظة اقرار الموازنه ، وبساعة اتخاذ قرار، حتى اذ بي اقود سيارتي باتجاه المجهول ، كي اعود لأبنائي بقوت يومهم لعلي افلح بإسكاتهم عني .

 

تتعجل الايام لتمضي بي السنون ، فأنسى وجودهم كما وجوههم ، وتبقى حاضره احلامي معهم لحظة خطاباتهم قبل الانتخاب ، لتفقد رجالاً تحدثوا لنا ، عن حلمناً ، وهمنا ، ومستقبلنا ، حتى عن ابناءنا تحدثوا وخطبوا ،  آه آه  كم هتفنا لهم ، آه كم ارتشفنا الامل في كلماتهم ووعودهم ، آه آه  كم صدقناهم وصادقناهم .

 

اعود بعد المساء ، احمل بيدي خبزي وحليب ابنائي ، ولا زلت اترنح  وان مشكلتي تكمن بانني اتهاوى واترنح طوال النهار ، فكنت اعتقد بان المسكرات هي فقط ما تذهب العقل ، ولكني اكتشفت بان صدى الخطابات الانتخابيه ، تجعل الناخب يترنح كما المخمور ، ايعقل باني اصبحت مدمن خطابات ، هتافات ، صواوين ، اعلام ترفرف وقت الانتخاب ،ام اني مريض بالشعارات .

 

حتى اذ بي اتنقل بين المحطات ، ليستقر بي المطاف بحضور احدى جلسات يصادف ان بها أتخاذ قرار في مجلسنا مجلس الاحرار ، لحظتها  اعلنت الطوارى بالدار ، اصدر الامر بان ينام الصغار ، يمنع الزوار ، فليخرج من بالدار ، انها جلسة استخراج الوعود , اخذت ازحف حتى حك جبيني في التلفاز .

 

كنت فيما سبق قد الفت صدح صوت نائبنا في صيوان الانتخاب ، حتى تضخمت اذني من ارتفاع صوت الخطاب ، وعشق الهتاف ، كنت للتو قد توازنت من الترنح فاذني مدمنه لصوت الخطاب  ، عقلي بدأ يقلب الوعود ، ولساني يستحضر اسماء الشهود ، ونفسي تتمتم بالمطالب ، والتي اصبحت وعود  ، وقريباً ستخرج من نائبناً حيز الوجود .

 

انها جلسة ستصفق له الحشود ، سنلتف حوله نشكره على صدق الوعود ، على البراعه بالمناقشه ، بحسن الردود ، بسرعة البديهه ، بجمال الوجود ، بحسن المنطق ، على دراسته للجداول والمخارج والمخاطر ، بحراسته لنا نحن الحشود . كما اني جهزت له الشعارات والابواق كما الهتافات .

 

بدأت انتظر الكلمات وطرح المشكلات ، حتى بدأ فرسان المجلس بسرد مطالبهم واعتراضاتهم ، وطعونهم ، وردودهم ، ومقترحاتهم ، وكأنهم اسود ولكني انتظر نائبي المعهود ، ويسألني ابنائي متى يزئر نائبنا بوجه الحكومه كمن سبقه ، علها تضع حداً لتجاوزها وتطاولها المعهود .

 

تلتف بنا العدسه بتجوال لا محدود ،  لنرى مقاعد تركت ، واوراق مبعثره ، لنبحث معها  عنا بشخص نائبنا المعهود ، فأخذت احاور ابنائي كي ازيح نظرهم عن التلفاز علهم لا يرون سكوته الا معهود عن مطالبنا ، عن حلماً ، عن ضحكاتهم ، وعن نكثه للوعود .

 

حتى حدثتهم  وكوني اؤمن بنظرية المؤامره ، كون نأبنا نائم ، فاقول لإبنائي ان الحكومه قامت بعملية تشويش على خطاب نائبنا ، خوفاً منا .....من اصواتنا ، من اندفاعنا ، من فرحنا ، حتى من احلامنا التي اذابها المعهود نائبنا .

 

ففقدت انجذابي للارض فوق التهاوي والترنح ، فكيف لا استيقض في صباح اليوم التالي يراودني النعاس ، وينتابني الكسل ، حتى اعود واتلحف وصفه طبيه من مستشفى تعالج ادمان صواوين الانتخاب ومرض الشعارات .والله يعوض على اللي صوت ويخلف علي ما صوت.

 

ملاحظة :- صدقاً لست اقصد احد بهذا المقال ولكنه يعالج مشكله اجتماعيه بشكل عام


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد