طوق اسرائيل المحروم

mainThumb

11-07-2010 12:00 AM

 
لم يهيأ لدولة من أسباب العيش والسيطرة على الآخرين كما هيئ لإسرائيل من الدول الكبرى التي سيطرت على العالم العربي والإسلامي منذ بداية القرن الماضي، ولا تعرف الشعوب العربية لماذا هي بهذا الحال من الضيق والضنك في كل شيء،ولماذا تهدر مقدراتها بأيديها ولا سبيل لتعديل وضعها، ولكنها شعوب دول الطوق لإسرائيل التي حرمت من ممارسة أدنى الحقوق! وكل ذلك من أجل أن تمارس إسرائيل حقها في العيش بسلام وتميز على دول هي أشبه بالشركات العائلية.



فهي الدولة الأولى من حيث التصنيع في الشرق الأوسط وباقي الدول محرومة من التصنيع الخفيف والثقيل، وذلك حتى لا يختل ميزان القوى في المنطقة وتظل إسرائيل مسيطرة.



وهي الدولة الأولى في المنطقة في الديمقراطية وباقي الدول قمعية لا تسمح لشعوبها تمثيل نفسها إلا من خلال برلمانات صورية تُنتقى خدمة لإسرائيل ومن لا يؤمن بإسرائيل عدو للديمقراطية ولا يحق له الوجود حول إسرائيل، فالفساد مخطط له.

 

دولة نموذجية في الشفافية والمساءلة، وطوقها محروم من حفظ ثرواته وماله العام، واستشرى الفساد فيه حتى استفحل ولا حل له! فهو العلامة التي تدل على أن هذه الدول غير مؤهلة في شيء حتى في رعاية شعوبها، أمام الدولة الأولى في المنطقة التي يحق لها الحياة وعلى الجميع أن يكونوا تحت لوائها لأنها النموذج الذي سيحتذى في الشرق الأوسط وتتغلغل في هذا الوسط السلبي.

 

دولة تستغل كل ما بداخلها من ثروات إلى آخر ذرة، وتتعدى على الطوق المحروم من التمتع بثرواته المعدنية والمائية، ولا يستطيع الدفاع عن وجوده وثرواته، فهي تذهب لإسرائيل إما غصبا أو غصبا تحت سمع ونظر الحكومات، والشعوب حاضرة نائمة، ولا أحد يهتم لا الحكومات ولا الشعوب فليس هذا من حقهم ، فلم تعطهم الدول العظمى هذا الحق.

 

دولة تسعى للتنمية ورعاية الأبحاث من أجل أن يعيش مواطنوها في رفاهية كاملة، في مقابل طوق لا وجود للتنمية فيه على جميع الأصعدة بل تعثر مدروس في كل المجالات في التعليم  والاقتصاد، يهوي بمقدرات دول الطوق إلى الحضيض فالمشاريع متعثرة، والفاسدون هم الذين يظهرون على السطح، ويوجهون الدفة حيث تريد إسرائيل، بمباركة من الذين صنعوها، وضمنوا وجودها على حساب الشعوب المغلوبة.



ليس الفلسطينيون هم الذين يدفعون ثمن وجود إسرائيل فقط، بل كل مواطن عربي ومسلم  يدفع بقدر معين بحسب بعده أو قربه من هذا الكيان المصطنع الذي لم يكن له وجود بذاته، بل بتذليل الطوق بكل الأساليب السياسية والاقتصادية والاجتماعية، فلبنان مشغول بطوائفه وتناكفها وهذا مخطط له فلا يستطيع حتى استغلال ثرواته الذاهبة لإسرائيل كالغاز مثلا، ومصر مغرقة بمشاكل المياه والفقر والفساد وهذا مدروس وثرواتها تذهب لإسرائيل وشعبها معدم، وسورية في عزلة سياسية غير المشاكل الأخرى، وهاهي الدولة المارقة ما زالت تمارس دورها في حرمان الشعوب العربية من خيراتها، وتقف في وجه الأردن وتضغط على أميركا حتى لا يستغل الأردن ثروته من اليورانيوم ، وتجعل من نفسها قيّما على الدول فلا تسمح لها باستغلال ثرواتها إلا بمباركة منها!.



ليس اعتباطا يُثبط المحيطون بإسرائيل، وليس اعتباطا أن تُشغل الشعوب بلقمة العيش دون التفكير بآفاق إنسانية، وليس اعتباطا أن تسير مقدرات هذه الشعوب إلى الهاوية، وليس اعتباطا..........وليس اعتباطا.........وليس اعتباطا....إنها دول الطوق.

 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد