شاب خارج النص والحكايه

mainThumb

15-07-2010 07:37 AM

 بعد ان حملت اغراضي في سلتي ، وجدت بأني قد نسيت بعضها لدى البقالة ، فقلت بنفسي لعلي اعود واترك سلتي هنا لأجد ما نسيت وافقد السلة، حتى ضحكت ، فانتبه لي من حولي ، وارمقني أحدهم بنظرة جرحتني في صميمي ، حتى مشيت وتركت سلتي وما نسيت في البقالة .

 

من هنا تبدأ  الحكايا ، بتخبطي باتخاذ قراري ، من محدودية عددي ، من موتي بلا وصايا ، من سطحيتي ، من تعصبي ومضغي للحديد ، وابتلاعي للغضب، ومن لعبي خارج النص والحكايه ،  فقد اصبحت علومنا وعادتنا واخلاقنا وسلوكنا وكلامنا خطايا ......والجهل يدوس على الحنايا !!!!!

 

يعتصر قلمي ويذوب من الالم ،  فكل يوم فكر يغتصب ، وفي وقتي برامج الطبخ تهدرج التعب ، وفتيات الليل يحضين باللقب ، والبلوتوث يزاحم الكتب ، والسفور والاختلاط هي قمة الادب ، والامومة والرجولة هي قلة الادب   .

 

تنتحر الكلمات على شفتي ، وتأبى الخروج ، فكم نحن صغاراً ، وكم نحن قلائل ، وكم نحن ذلائل ، فنحن جيلاً كبل اسلافه بالسلاسل ، واصبحت اخلاقنا وعادتنا وعلومنا مطايا ، عندما  ادعينا التحضر، والتقدم ، والمدنيه ، لتترك افكارنا كل لحظة وشم على ارواحنا الهزيله ، التي لاتزال تحتضر في موجة التعري ، والنكوص ،  والجبن ، والسكوت ، والوضاعة ، والصناعه ، والدعاره ، والتجاره  ، والتذويق ، والتسويق ، والتحدي ، والتردي ، والفجاعه ، والشجاعه .

 

فنجلس على أريكة الذل، وتعبق انفاسنا برائحة الهوان ، فيغشينا الخجل نعاساً لنتثاءب على موائدنا المسممه بالخيانه لأنفسنا ولمجتمعنا ولعروبتنا ولعاداتنا ، لترتوي امعائنا بماء عكر اعتدنا عليه منذ زمن العولمه التي اجثثنا منها سموماً سرت في اخلاقنا رغماً عنا .

 

فاين شبابنا من القضيه ، والهوية ، والوطنيه ، وقدسنا العربية ، واين هم من اقتصادنا ، وجوارنا ، وهمنا ، من دعمنا لقضايانا المصيريه .

 

 فمن اين نبدأ معهم الحكايه ، انبدأ معهم من امجاد اجدادنا ام من مستقبل الذي ينظر اناملهم ترتفع عنان السماء ليحاكي الافق بهم ، ام ابدأ بتهجئه حروف اسماء شهداءنا في ابجدية البطوله ، واحصي لهم ذرات الرمال التي ارتوت بدمائهم ، لعلهم يستذكرون حق الجار بالاحترام ، واسطر النخوه حروفاً على جبين الضعفاء منا فنلتمس الاخاء ، ونستر على عورة الاصدقاء ، او نداهمهم بمصطلح العروبة ، الشهامه ، الرجوله ، النزاهه ، الاستقامه ، التفكر بما يدور حوله.

 

لعلي استيقض في الصباح لأقوم باعتصام ضد سلتي لإخرج منها سطحيتي ، و( نيو لوكي )، وجدول مواعيد برامجي الغربيه ، وبنطالي الكاحت الذي يكاد خصره يلمس ركبتي ، عسى ان اعود كشاب داخل النص وضمن الحكايه ، فاحس نفسي اجثو على ركبتي لأشتم عطر الارض التي اهوى حين تحملني .لأتحدث مسقبلاً لأبنائي عني وعن ابناء جيلي ماذا صنعنا لهم في همهم ومستقبلهم ، وما عساي ان اورثهم من عروبتنا التي ذابت فينا.....عسى ان تجري مجرى العروق من جديد.


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد