فضائيات عربية

mainThumb

27-07-2010 10:41 AM


سؤال في قالب معلومة أطلقها المذيع الجدلي على قناة الجزيرة الدكتور فيصل القاسم حول عدد الفضائيات العربية. فقد صرح أن عدد هذه الفضائيات بلغ ال 700 قناة. فهل نحتاج إلى مثل هذا العدد من الفضائيات؟ أسئلة كبيرة تنتظر إجابات من ضيوف الدكتور فيصل في برنامجه الاتجاه المعاكس يوم الثلاثاء 27 / 7 / 2010.



وفي الحقيقة لو صنفنا هذه المحطات لوجدناها تقع في أربعة أقسام, مرتبة كما يلي حسب معلوماتي المتواضعة طبعا. فأنا لا أتابع إلا عددا قليلاً من هذه المحطات يتقدمها تلفزيوننا الأردني العزيز.



أولا : المحطات الحكومية للدول التي تنطق باسم الدولة, وهذه لا تحقق الكثير من الرضا عند الكثير من الناس, لأنها لا تشبع رغباتهم وطموحاتهم. ربما يكون بعضهم محقا في ذلك لأن هذه المحطات تقع تحت مسؤولية الدولة, وتعبر عن مواقفها ولا يمكن طبعا أن تكون بمعزل عن المساءلة إذا خرجت عن الخطوط التي تضعها الدولة لإعلامها. وهناك أيضا سبب آخر لا يجعل من هذه المحطات قنوات مفضلة للشباب الباحث عن النزوات لأن هناك جوانب أخلاقية تراعيها هذه المحطات في برامجها تمشيا مع أهداف الدولة تجاه مواطنيها.



ثانياً: تأتي المحطات الإخبارية في المرتبة الثانية من حيث الأهمية, وربما يراها البعض في المرتبة الأولى. وتلبي هذه المحطات طموحات الإخوة محبي الأخبار والتحليلات الإخبارية وخاصة عندما تأتي هذه التحليلات من مراسلي يقتحمون مواقع الخطر, وهذا يضفي عليها ميزة الصدق كون المراسل يقع بقرب الحدث. ولكن طبعا يشكك بعض من منتقدي هذه المحطات بأهداف هذه المحطات ولا يقتنع بنبل أهدافها كما تدعي. وربما يكون المنتقدون لهذه القنوات محقين نوعا ما, باعتبار أن حريتها وديمقراطيتها على (على ناس وناس) فقط.



ورغم اعترافي بأن هذه القنوات حركت المياه الراكدة في الإعلام العربي, إلا أنها قسمت العرب عربين لأنها تدس أنفها في الكثير من الشئون الداخلية لبعض البلدان التي لديها هامش من الديمقراطية, فتؤلب الشعب على بعضه وخاصة عندما تستضيف أشخاصاً جدليين على قنواتها. ويدأب مريدو هذه القنوات على المقارنة بينها وبين النوع الأول وهذا برأيي المتواضع فيه من الظلم الكثير. فلا مجال للمقارنة بينهما لاختلاف الإمكانيات طبعا.



ثالثا: المحطات الدينية التي تنتشر بأشكال مختلفة, وباستثناء المحطات التي تبث القرآن الكريم بشكل متواصل فإن القسم الكبير من المحطات إنما يخدم مذاهب مهينة ويبشر لها. وقد أثارت هذه المحطات كما فعلت محطات النوع الثاني الاختلافات بين الناس من حيث الفتاوى التي تبثها على قنواتها. طبعاً نضم لهذه الفئة قنوات الدينية للأطفال.



رابعا: تشكل محطات الفرفشة والوناسة العدد الأكبر, فهناك قنوات للأفلام وأخرى للغناء بأشكاله سواء مصحوبا بالرقص أو بالدبكة, ويقع ضمن هذا التصنيف محطات المسابقات الشكلية التي تبتز العالم الغشيم, وكذلك قنوات الكرتون.



ولو بحثنا في جميع هذه المحطات لوجدنا أنه جميعا باستثناء القنوات الحكومية الرسمية إنما هي قنوات بزنس فقط. وقد استثنيت القنوات الحكومية باعتبارها مفروضة على الحكومات كمؤسسات رسمية تمولها من خزينة الدولة, في حين أن باقي المحطات كما يقول أصحابها تعتمد على رؤوس أموال أصحابها وما يأتيها من الدعايات.



لا يهمني من الذي يمول هذه المحطات ولكن إذا أخذنا بالمثل القائل " من يأكل من مال السلطان يضرب بسيف" فلا يمكن اعتبار أي من هذه المحطات محطة مستقلة تماما إذ لا بد لها من أن تكون تابعة لممول معين تنطق باسمه وتأتمر بأمره, والأخطر من ذلك أن تنشئ الدول محطات معينة كمحطات خاصة لتهاجم دولاً أخرى أو لتروج لسياساتها.



لا نحلل ذلك ولا نحرمه ولكن لنا رجاء أن يتق الله فينا أصحاب هذه المحطات بما يعرضوه علينا من مواد. لقد كانت النساء (أيام زمان طبعا) تقول لأزواجها عندما يخرجون للعمل: اتقوا الله فينا ولا تطعمونا إلا الحلال, فإننا نصبر على الجوع ولكننا لا نصبر على نار جهنم. وهنا لا نقول لأصحاب هذا المحطات أكثر من هذا, نحن على استعداد على الصبر على كل ما تقوله المحطات الفضائية الحكومية ولكننا لا نصبر أبدا على من يخرب علينا ديننا وفكرنا وخلقنا.

alkhatatbeh@hotmail.com

alkhatatbah.maktoobblog.com



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد