للحركة الإسلامية نقول: أمسحوا وجهكوا بالرحمن

mainThumb

01-08-2010 07:00 AM



اتخذت حركة الإخوان المسلمين (ومن المتوقع أن تلحقها جبهة العمل الإسلامي كما صرح السيد زكي بني أرشيد) بأغلبية ساحقة قرارها بمقاطعة الانتخابات لعام 2010. وعلى الرغم من أنهم ابقوا الباب مفتوحاً للرجوع عن القرار كما قال الخبر إلا نهم في الوقت الحالي لا ينون المشاركة فيها. لا أدري طبعا لماذا أبقوا هذا الباب مفتوحا, هل لمزيد من المناورة وتحقيق الشروط التي وضعوها, أم أن هناك اتفاقات بينهم وبين الحكومة حول مشاركتهم: لا ندري نحن غير الحزبيين ما يدور وراء الأكمة. كذلك لم يتضح من خلال الخبر هل قرار عدم المشاركة يختص بالترشيح أم بالانتخاب أيضاً.



ومع أمنياتي بأن يعدلوا عن قرار عدم المشاركة بصفتهم الحزب الأكبر في البلد إلا أن هذا قرار ديمقراطي اتخذه مجلس الشورى بالإجماع:حمائمه وصقوره. وهذا قرار داخلي نحترمه ولا نزاود على حبهم لوطنهم, فهم أردنيون أولا وأخيرا ولا انتماء خارجي لهم ولا يتلقون تعليماتهم وتمويلهم من الخارج, فهم أحرار شأن الأردنيين جميعا.



أما وقد قرروا عدم المشاركة, ومن باب الديمقراطية أيضاً, فإن لنا رجاء منهم وهو أن يدعونا وقرارنا كذلك فلا داعي لأن تصدر البيانات والتصريحات لتشككنا بنزاهة الانتخابات أو لتحض الناس على عدم المشاركة. و نأمل منهم كذلك أن لا يتحفونا بمقابلات على الفضائيات إياها مبررين سبب مقاطعتهم بكيل التهم للحكومة مسبقاً. فالانتخابات لم تجر بعد, ولا يعلم إلا الله كيف ستسير, وهناك وعود على أعلى المستويات بأن تكون هذه الانتخابات مختلفة عن ما سبقها من الانتخابات. فالمشاركة في الانتخابات هو واجب وطني وديني كما أفتت بذلك دائرة الإفتاء الأردنية. فإذا ارتأى أصحاب الفضيلة أن هذه الفتوى لا تعنيهم, فهم أحرار, ولكن ليدعونا نمارس حقنا الانتخابي دون توجيه من أحد.



وبما أننا لسنا معنيين كناخبين بمعرفة لماذا سيقاطع الإخوان الانتخابات, لذلك لا داعي لأن تكون خطب الجمعة عن هذا الموضوع. وحتى يكون قرار مقاطعتهم كاملا إذا قرروا عدم الانتخاب كذلك يجب عليهم أن لا يجيروا أصواتهم لصالح فلان أو علان, لأن هذا لن يقبل منهم, فإذا اعتقدوا بعدم جدوى المجلس فلماذا يدعموا هذا المرشح أو ذاك, وإذا كان المجلس خير وبركة فلماذا لا يشاركوا فيه, فالموضوع إما أن يكون حلالاً كله ويشاركوا فيه ولا يقاطعوه, أو حراما كله ولا يجوز المساعدة فيه بأي شكل من الأشكال لأن الدال على الخير كفاعله والعكس صحيح, ولا يوجد شيء اسمه نص حلال ونص حرام. لذلك ما زلنا بانتظار قرار الجماعة التفصيلي بهذا الخصوص.



كذلك لا يحق لهم وقد قرروا عدم المشاركة بهذه الانتخابات أن ينتقدوا أداء المجلس القادم أو يطلعوا علينا ببيانات شجب واستنكار واستهجان لسير الأعمال في المجلس القادم, إذ سيقف من يقول لهم و لماذا لم تشاركوا لتسهموا في الإصلاح, ولهذا تكونوا قد أضعتم حقكم بيدكم كما يقال.



أتمنى كمواطن أردني غير حزبي من كل قلبي أن يعدل الحزب الإسلامي بجناحية الإخوان وجبهة العمل عن قرارهم بعدم المشاركة, وليمارسوا حقهم الذي كفله الدستور في السلطة التشريعية, فالوطن بحاجة إلى كل أبنائه.


رجاؤنا لكم كما يقول المثل أن : أمسحوا وجهكوا بالرحمن وشاركوا بهذه الانتخابات, وكما يقول المثل أيضا: الخيّر بقول وبغيّر.

والسلام على من أتبع الهدى

Alkhatatbah.maktoobblog.com

alkhatatbeh@hotmail.com

 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد