من كيماوي صدّام حسين لنووي أحمد نجاد
كثيراً ما يفاجئنا الإعلام بأخبار طريفة, واشك أن هناك أكثر طرافة من مقابلة صحيفة الغارديان لنائب ريس الوزراء العراقي ووزير الخارجية السجين (الحر) طارق عزيز. ومع كل الاحترام للتاريخ القومي للفريق الوزاري للرئيس الشهيد صدام حسين جميعهم إلا أن المقابلة بحد ذاتها تعتبر طرفة جديدة من طرائف الإعلام. لا أدري كيف يمكن لشخص يُمنع عنه الدواء والعلاج, ويحضر للمحكمة بالبيجاما أن يخرج للإعلام بمقابلة سياسية على صحيفة غربية مشهورة كالغارديان ويتحدث بنفس القوة كما لو كان ما زال وزيراً فعالاً في حكومة قوية. ربما يقول بعض الصحفيين أن هذا سبق صحفي أو أنه من أسرار الصحافة ولا يجوز الكشف عن هذه المصادر إلا أني أتردد بقبول مثل هذا الروايات لأن لها علاقة بالسلام العالمي والنظام العالمي (الأمريكي) الجديد ولا يمكن السماح بتسريب مثل هذه ألمقابله لولا وجود الضوء الأخضر من الجهة صاحبة الاختصاص لغاية في نفسها. المهم, دعونا لا نتوقف عند المقابلة بحد ذاتها رغم أهميتها, لننطلق إلى الإشارات التي فهمتها من هذه المقابلة.
أولاً: تقع نصائح السيد طارق عزيز للشهيد صدام حسين بعدم غزو الكويت في نطاق تلبيس غزو الكويت للرئيس صدتم نفسه, وإخراج نفسه من هذه المسؤولية. لكنه بالمقابل أشاد بالرئيس وحكمه وبنائه للعراق حتى لا يبدوا أنه يتخلص من كل هذه التبعة للنظام الذي أشاد به من قفص الاتهام قبل ذلك. لا لوم عليه إذا وقفت الأمور عند هذا الحد في سبيل الخروج من هذا السجن, فالرئيس في ذمة الله وقد أعلنها في قاعة المحكمة بأنه يتحمل كل المسؤولية في محاولة منه لتبرئة باقي أعضاء حكومته.
ثانيا: تحدث الوزير عن أسلحة الدمار الشامل وأنكر وجودها في العراق. طبعا معالي الوزير يؤكد ما أثبتته كل الوسائل الاستخبارية العالمية والتي قالت بعدم وجود هذا السلاح. لكن المدهش في الخبر هو السبب الذي ساقه الوزير لتبرير خروج صدام ليقول للعالم انه سيحرق (نص إسرائيل) وهو تخويف إيران فقط. إذاً لم يكن هناك لا كيماوي ولا ما يحزنون. وهذا يقودنا إلى النقطة الاستنتاجية الثالثة.
ثالثا: يؤكد لنا السيد أحمد نجادي أنه على قاب قوسين أو أدني من صنع القنبلة الذرية وهدد هو الآخر بتدمير كل إسرائيل (طبعا كل واحد وعلامه). ولا ندري هل يمتلك السيد أحمد نجاد هذا السلاح فعلاً, أم أنه سيطلع علينا وزير خارجيته بعد فتر ة ليقول أن السيد نجاد كان يخوف الهند مثلاً.
لقد بدأ السيناريو نفسه: تصريحات بحرق وتدمير وعقوبات يفرضها مجلس الأمن نقابلها بالاستهانة أولا لأننا لا بهمنا ذلك, لنتحول بعدها إلى استجداء رخيص تدفع ثمنه الشعوب, لتفتق ذهن القائد الفذ عن احتلاله لبلد ضعيف جار لا حول له ولا قوة , لتتدافع الدول لتحرير هذا البلد لتصبح النتيجة النهائية( شوفت عينك) كما يقول سُمعة.
لهفي عليك يا فلسطين ولهفي عليك يا قدس. كم من الحماقات ارتُكبت باسمك وبنفس السيناريو (نفسه لا نحيد عنه قيد أنمله) لنصل لنفس النتيجة. فهل نعي الدرس نحن الإعلاميين ونكف عن التطبيل والتزمير لهذا المنقذ أو ذاك المحرر. اذكر أن أحد خطباء الجمعة وكان نائبا بالبرلمان الأردني عند احتلال الكويت أنه قال "اعلموا يا أخوة ومن موقع المسؤولية أن لدى العراق من القوة ما تمكنه من هزيمة أمريكا وإسرائيل مجتمعة وكل قوى التحالف" . صدقوني لا نريد أن نسمع نفس الخطاب مع تغيير اسم البلد.
خوفي كبير من احتلال دولة عربية ضعيفة أخرى للوصول إلى فلسطين (طبعا), فإذا كان كيماوي صدام نتج عنه احتلال الكويت, فهل يجلب لنا نووي نجاد احتلالاُ جديدا لدولة جارة ضعيفة مسالمة بالحجة نفسها وهي تحرير فلسطين.؟ وبما أن الشيء بالشيء يُذكر, نذكّر فقط بالرئيس المرحوم جمال عبد الناصر الذي أستعد استعدادا جيدا لتحرير فلسطين عن طريق دخوله اليمن, ولا نريد أن نذكر بأمثلة أخرى ليست بعيدة عنا. لا أدري لماذا نتوجه دائما بالاتجاه المعاكس عندما نعد بتحرير فلسطين ونهدد بتدمير إسرائيل أو إلقائها بالبحر؟
أظن أننا يجب أن نقول لكل من ما زال يلعب بعواطفنا كفى.
Alkhatatbah.maktoobblog.com
alkhatatbeh@hotmail.com
الاحتلال يربط انتهاء حرب غزة بنزع سلاح حماس
اتحاد السلة يُعاقب الوحدات والفيصلي
اختتام فعاليات منتدى تكنولوجيا المعلومات والاتصالات الأردني البريطاني
أورنج الأردن وشركة جت توقعان شراكة استراتيجية
العقبة .. بدء دورة إدارة السباقات الدولية للقوارب الشراعية
منخفضان جويان يجلبان الأمطار الغزيرة لدول عربية
فصل الكهرباء عن مناطق بالأغوار الشمالية الأحد
السعودية تضع اللمسات الأخير على مشروع استثماراتها بسوريا
الترخيص المتنقل المسائي في بني عبيد الأحد
حماس: سنسلم جثتي محتجزين للصليب الأحمر مساء اليوم
شروط التقدم لجائزة سحم الثقافية للإبداع الأدبي
اكتمال الخطة الفنزويلية الدفاعية ضد التهديدات الأميركية
تحذير من نشر أخبار كاذبة حول هذه القضية .. تفاصيل
تفسير حلم الامتحان للعزباء في المنام
عائلة الدميسي تستنكر تداول فيديو الجريمة المؤسفة
قرار حكومي مهم بشأن الحجز على أموال المدين
وظائف شاغرة ومدعوون للمقابلات الشخصية .. أسماء
دلالة رؤية ورق العنب للعزباء في المنام
النقل البري تتعامل مع 17 ألف راكب يومياً في معان
41 دار نشر أردنية تشارك في معرض النيابة العامة الدولي للكتاب في ليبيا
وزارة الأوقاف تغلق مركز الإمام الألباني للدراسات والأبحاث
إغلاق طريق كتم وتحويل السير إلى الطريق الرئيسي (إربد – عمّان)
مأساة قناة الملك عبدالله: صرخة تتكرر بحثاً عن حل جذري
وظائف ومدعوون للتعيين .. التفاصيل