عام دراسي جديد .. والكل يترقب

عام دراسي جديد .. والكل يترقب

05-09-2010 07:00 AM


بدأ العام الدراسي في ظروف قد لا تكون مواتية من حيث التوترات بين الوزارة والمعلمين أو بعضهم على الأقل، وهذا الخلاف لم تبت به الحكومة إلى الآن، وكلاهما يترقب ما ستؤول إليه الأمور بعد هذه البداية المتأخرة!!



هل يستمر التصعيد أم تسير الأمور نحو التهدئة، وخاصة بعد أن تسلم زمام الأمور في التربية وزير جديد ناور بنفس أسلحة سلفه، ولم يتزحزح عن قراراته التي اعتبرها المعلمون تعسفية، ولم يحاول استرضاء المعلمين المتوترين من جراء الإجراءات الوزارية مع زملائهم التي أقصت ونقلت العديد منهم على خلفية مطالبتهم بالنقابة..



قد لا يعول الكثير من المسؤولين على التربية وخاصة الميدان وقد لا يعتبرونهم مؤثرين في المشهد العام، وهذه رؤية غير صحيحة وتخرج من أناس لا يعرفون طبيعة التعليم وطبيعة دور المعلم وتأثيره على طلبته وبالتالي التأثير في المجتمع، وأن أي تغيير إيجابي يجب أن ينبع من المعلم ، والعكس صحيح، وأن الذين يهمشون دوره سواء عن قصد أو عم جهل بطبيعة التعليم إنما يضربون المجتمع في مقتل، ففئة المعلمين هم الفئة التي يجب أن ترعى رعاية خاصة من قبل الدولة، إن كانت تريد أن تبني مجتمعا سليما له رؤيته وتطلعاته، يعرف ماذا يريد والى أين يسير وما هي أولوياته التي تنهض به وتضعه في مصاف الدول التي تبنى على القانون والمؤسسات لا على الأمزجة والقمع والتعنت وتجاهل الآخرين، فالمعلمون جيش أسلحته الفكر وبناء السلوك وصنع الاتجاهات، وهي أسلحة أخطر من البنادق والدبابات والطائرات، إذ أن بناء الإنسان سابق لبناء الآلة.



المعلمون توجهوا إلى ميادينهم والى عملهم الشاق الذي يريد منهم طاقات جبارة وأعصاب قوية والى جيش من الإداريين في الوزارة يدعم عملهم ويسهله ويوفر لهم جوا صحيا يستطيعون من خلاله القيام بعملهم على أكمل وجه، كما على الوزارة أن تبتعد عن أي توتير للموقف وتمتص غضب المعلمين وتحاول تنفيذ مطالبهم التي تقع في استطاعتها ولا تتعنت وتتعامل معهم كشرطي قديم يتعامل بالسوط والزنزانة، وأن عليها أن تتقبل مطالبهم وتسمح لهم بالجهر بما يريدون، فإن لم تفعل فستبقى أصواتهم تتردد، وحتى لو أغلقت أفواههم فالحال أنطق من اللسان وسيبقى الجرح نازف حتى لو تجاهله الطبيب وخفت صوت المريض.





تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد