باص سريع في شارع متوقف

mainThumb

25-09-2010 05:00 PM


لم يمض شهران منذ بدء العمل بمشروع الباص السريع الذي ينحشر بين مساري الطريق الممتد من صويلح وحتى دوار المدينة الرياضية بداية، وسيواصل إلى مناطق أخرى... أقول لم يمض شهران حتى نفد صبر السائقين الذين يترددون على هذا الشارع، لأن دخول هذا الشارع- شارع الجامعة- أصبح كابوسا مملا لسائقين يمضون أكثر من نصف ساعة أحيانا في نصف النهار لقطع بضعة كيلو مترات، هذا والمشروع ما زال في بداياته، أي أن السيارات الملجومة تنفلت بعد عدة كيلو مترات، فما بالك إذا تم المشروع وأخذ وقته أو أكثر من المقرر له من وقت وهو سنتان ونصف، وستكون السيارات في ذلك الوقت قد زادت وضاق الشارع على الامتداد المقرر له، عندها سيقطع الراكب المسافة من صويلح إلى المحطة في ساعات طويلة وفي وقت الذروة سيزداد تكدس السيارات فيضيق بها الشارع الضيق أصلا، فيمر الباص السريع يطوي الطريق فارغا وبجانبه عربات مثقلة لا تكاد تسير.



قد يخدم هذا الباص الركاب على امتداد سير الباص ولن يتخلى موظف عن سيارته إذا كان يبتعد عن مسار الباص ببضعة كيلو مترات، وقد يأتي موظف من غرب عمان بسيارته ويوقفها في صويلح ويكمل الطريق إلى عمله بالباص إذا كان عمله على طريق الباص ولن يفعل هذا إذا ابتعد عمله عن مسار الباص، والنتيجة أن الباص لن يخفف من أزمة السيارات شيئا، لأن فئة قليلة فقط ستتخلى عن سياراتها وتستخدم الباص السريع، ما يجعل أزمة السير قائمة ولا يخدم الباص سوى فئة بسيطة يتنازعها مع الحافلات التي تذهب إلى مسارات أبعد منه أو باتجاهات غير وجهته.



إن هذا المشروع لن يكون ذا فائدة كبيرة حسب التصورات له لأن البدايات تدل على النهايات وإذا اشتكى الشارع من الضيق اليوم ولم ينجز سوى 5كم من المشروع فما الذي سيكون عليه الشارع بعد 3سنوات ، وأعتقد أنه لن يكون له ذلك النجاح سوى النجاح الشكلي! إذ سيضيف هذا الباص شكلا سياحيا على الشارع وعلى المدينة، وقد يركبه السياح وبعض المواطنين لينظروا بغرابة إلى سيل السيارات المتوقف وهم في باص يسير بسرعة عالية.



والسؤال المطروح هل هذا الباص فرضته الضرورة على البلد، أم أن مصلحة أحدهم فرضته فقدمت مصلحة الشخص على المصلحة العامة!!؟





تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد