إسرائيل تروج للطائفية

mainThumb

03-10-2010 07:00 PM

 
لم يعرف العالم العربي والإسلامي معنى الطائفية إلا في العصر الحديث، صحيح أنه كان هناك في وقت من الأوقات دعوات قومية كما حصل في العصر العباسي من خلافات بين العرب والفرس، أما الطائفية لم يكن في يوم من الأيام لها في بلادنا نصيب إلا بعد الاحتلال العسكري والفكري الاقتصادي الغربي لبلادنا، فجميع الطوائف كما تسمى اليوم، كانت تعيش بحرية وتمارس طقوسها في ظل دولة إسلامية لم تصادر حرية التدين وتعتبر مهمتها في الدعوة إنما التبليغ، وعلى المرء أن يختار وهو حر في اختياره، هذا والدولة تحكم وفق دين معين وتعطي أتباع الأديان الأخرى حرية الاعتقاد وإقامة طقوسهم في أماكن عبادتهم كما يشاءون وهو حق منحه الله لهم.



أما اليوم وقد أمنت دول الغرب وإسرائيل أن مخطط تقسيم العالم العربي حسب حدود ثم تقسيمهم حسب هويات صنعتها لهذه الحدود ثم تقسيم هذه الهويات إلى عائلات والعائلات إلى أسر وحتى الأسر باتت مفتتة ومنخورة، بعد أن فعلوا كل ذلك توجهوا إلى التقسيم الطائفي!! كل هذا في غياب أي قانون فالقانون مغيب من أجل أن تسود الطوائف في العالم العربي، وصاحب المصلحة الذي يجني ثمار التناحر التقسيمي بكل أشكاله هي الدول الغربية وأميركا وإسرائيل لأن هذا من شأنه أن يضعف هذه البلاد الغنية في ثرواتها ما يجعلها ضعيفة سياسيا وفكريا وتكون لقمة سائغة لوحوش المال الذين لا يشبعون.



أوروبا وأميركا لا يؤمنون بدين وحتى الأديان الآن مغيبة ولا تحكم، وليس لها إلا الأتباع الذين يمارسون طقوسهم بشكل فردي حتى لو كانوا جماعات، ويحتكمون إلى قوانين وضعية لا علاقة لها بأي دين، لكن ما الذي يغضب أصحاب الأديان ومن أين تأتي هذه الأزمات الدينية، إنها من أوروبا وأميركا فهم يشعلون فتيل الفتنة في أي مكان يدخلونه ففي لبنان يروجون للطائفية ويغيبون القانون وفي العراق كذلك ويحاولون في مصر ذات الشيء، حتى يتركوا العالم العربي خرابا ويقدمونه هدية إلى إسرائيل كي تعيش بسلام.



المشكلة أن العالم العربي مهيأ إلى الفتنة في أي وقت، وتستطيع إسرائيل أن تجعل منه ساحات من المعارك الأهلية والفئوية وحتى الأسرية، لأنا فقدنا البوصلة وضيعنا الطريق، وصار العاقل منا لا يحتمل نفسهّ! فما بالك بالسفهاء وهم كثير!!.


لم يبق في العالم العربي شيء يقسم، بعد أن أصبحنا مزقا حتى في القرية الواحدة..





تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد