دقــــر مغترب

mainThumb

08-12-2010 08:16 PM

لم تكن عادة قلمي ان يصدأ لفترة ، او ان يختبئ الزوايا مرتعشا...، ولم يجف بيوما كما عروقي في هذا الطقس اللذيذ!!!!! ، بحثت في ثنايا كلماتي وبعثرت الحروف امامي علي استجمع قوى الكلمات من جديد ، صرخت فوق الورق علها تسمع اهاتي ...رميت بعلامات الترقيم وتدحرجت فوق الخطوط ولافائدة.......... فلم تكن هذه عادة قلمي ان يختلي بي حين وحدتي ، وشعوري بالبرد والعطش والاكتئاب......



لعلي انا من اسكت فيه الروح ، كما سكتت الروح في مدفأتي الوحيدة التي احترقت ولم تشعرني حتى بلسعة دفء تسري اركان جسدي النحيل ............ جلست لبرهة ، فعدت بذاكرتي القريبة لامس ، واستهواني حديث متبادل بيني وبين صديق اردني ، مقيم في مملكة النرويج (الشقيقة!!!) عبر الشقيق السكايب!!! ، وتبادلنا الجمل والكلمات والاخبار والمستجدات ، حيث انه منذ عشر سنوات لم يدخل بلدي الحبيب ، فحدثني عن كم اشتياقه لرائحة هذا الوطن ، بزيتونه ، وضرائبه ، ورواتبه ، وبحيتانه ، وناسه الطيبين.



استوقفتني بعض المعلومات التي سمعتها منه عن البلد الذي يقطن ، ولم اشعره لحظتها بدمعتي اللتي توقفت عشرات المرات عند اطراف المؤق ، تحمل الاف الاسئلة التي قد تكون اجاباتها اقسى.......حدثني عن الخدمات والرواتب والامتيازات التي يحظى بها المواطن ، لكونه مواطن فقط ........... هنا سقط السؤال الاول على رأسي ، على ماذ احصل انا بكوني مواطن سوى الهوية؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟....وغير اتمام العدد ،



 حدثني ايضا عن الرواتب ، فتنفست الصعداء دون ان اشعره بذلك ، لان كبريائي وارثي الوطني كأردني ان(لا احط واطي لحدا) حتى لو شعرت بانني مسحوق. في سياق الحديث تطرقنا الى موضوع الرواتب كأرقام ، فأحسست ان لساني قد زل وافصحت عن رقم خيالي لراتب بعض الموظفين ، هذا ما شعرت من ردة فعل صديقي الذي صرخ من هول الرقم عندما قلت 300 دينار ، فقاطعني مستهجنا (لسا في حدا يوخذ 300 دينار الى الان) تلعثمت ، وسقطت سيجارتي ، وشعرت بلسعة الهزيمه ، وكأني افصحت عن فضيحة او جريمة تحصل في بلدي الحبيب وانا الفاسد الذي وشى بها.



على ماذا قد احصل من هذا الرقم المهول ، في خضم ما نرى وما نسمع ، وما يرى ابنائنا وما يسمعو؟؟؟؟؟؟ وقفت عند اندهاش صديق لمدة عشر سنوات....اسأل نفسي واسأل وطني واسأل المسؤول والمؤسسات عن امتيازاتي كمواطن في ظل هذا الرقم..... كذلك صفعني صديقي بمعلومة ، تمنيت لحظتها ان اولد اليوم في مملكة النرويج طفلا ولا اكبر ، عندما اعلمني بالمكافأة المالية التي يحصل عليها الوليد بمجرد صرخته الاولى ..... لاكما الصمت الحكومي حين صرخاتنا اليومية المتتالية.



لحظتها صرخت بداخلي وتمنيت ان يفصل السكايب ، وبالصدفة يومها لم تحدث اي منغصات تكنولوجية ........آه ....يكفيني المنغصات المعلوماتية التي حصلت عليها واسكتتني لمدة اسبوع كامل عن الكتابة ............. ساعتان ونصف الساعة من (المماحرة) رمتني في غياهب السؤال وتعرجات الاجابة ومنابع الضيق الذي نعيش كل لحظة لكوننا مواطنين نتنفس .


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد