الأعمى

mainThumb

27-12-2010 07:32 PM

من يعشق العيون الكستنائية الساحره ,في العاده إما أن يكون شاعرا او رساما او مجنونا وفي جميع الحالات الأمر غير مختلف في النتيجه..او ربما له علاقة بتقنية وتركيبة الجينات الابداعية التي تنمي الحس العام المبدع , وقوة الشخصية في نفس الوقت.. على عادته إستيقظ من فراشه مبكرا, كانت علامات الاستفهام التي تدور في خلده ظاهرة على صفحة وجهه..نظر إلى المرآه ..اصابته رعده وصدمه ,اذا لاحظ ولادة كائن جديد في مفرق شعره الكثيف..




انها شيبة بيضاء تبتسم له او ربما كانت دليلا على أنه عمّا قريب سيستبدل الشباب بالشيخوخه..وسيناديه الناس ..يا حج فلان..كل ذلك دار في عقله في ذلك الوقت ومع ذلك لم يظهر أي انفعال يذكر..أي انه لم ياخذ الامر على محمل الجد..بل ايتسم وعاد إلى إكمال طقوسه اليومية قبل الخروج للعمل.. ومع ذلك كان يجزم بان يومه لم يكن ليماثل ايامه السابقه المليئه بالتكرار والروتين الممل القاتل.. أمر سائقه ان ينطلق بأقصى سرعه..لانه تاخر كعادته عن موعد عمله..




وفي الطريق لفت انتباهه رجل يقوم بأفعال غريبه في الشارع العام ..طلب من السائق التريث وما لبث الرجل الا ان تقهقر وغفى على الارض وبعدها بال على نفسه..واصبح يهذي بكلمات غريبه كهمهمة ليست مفهومه متقطعة الحروف والاجزاء..سمع الاطفال يقولون ..سكران سكران..أمر السائق أن يستمر وفال : لا شيء مهم الجميع مغيبين عن العالم دون الاقدام على فعل محرم..




دخل الى مكتبه وارتعد من داخل احشائه وكاد يتوقف قلبه من شدة الخوف والرهبه قبل أن يعاجله زميله بالعمل بكأس من الماء لعله يتخلص من إصفرار وقع المفاجئة على وجهه..وجد مكتبه مقلوبا الرأس عقب..وكأن الفئران قد عاثت به فسادا ..تسمرت ملامحه..وغفى للحظه ثم استفاق وقال : ماذا...وقبل ان يكمل سمع جملة ..انت معزول من عملك..وبعد لحظة صمت اطبقت في المكان..انطلقت منه ضحكة مدويه وعاجلها بأُخرى اشد قوة من سابقتها ثم نهض وقال للموجودين..سأعود الى موقعي رغما عنكم..




ثم احتجب عن الريح الداخله من النافذه المقابله واشعل سيجار ثم التفت الى الوراء بنظرة إحتقار وسار بخطوات واثقة باتجاه الماضي.. وبعدها استفاق على صوت المنبه القوي المزعج ...وقد تذكر أنه قد أقلع عن التدخين منذ أكثر من ثلاثة أعوام..فابتسم كعادته ثم ضحك وشدد في ذلك الى ان اوشك على الاغماء...


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد