أين تذهب أدوية الضغط والسكر يا دولة الرئيس .. ؟؟

mainThumb

10-01-2011 04:00 PM

تفاجأ " أبو أحمد " وللمرة الثالثة على التوالي ، فقدان الدواء من أحد المراكز الصحية في إربد التابعة لوزارة الصحة ، حين ذهب كالعادة لصرف علاج والدته المسنة الشهري " شفاها الله " ، وحسب البرنامج الموضوع من قبل مديرية صحة اربد أو إدارة المركز بأن أيام الأحد والإثنين والأربعاء من كل أسبوع يمكن لمرضى الضغط والسكر مراجعة المركز وصرف علاجاتهم " الدورية " مع العلم بأن هذه الأمراض كما يعلم الجميع تعتبر من الأمراض المزمنة ، التي لا يمكن للمصاب بأي منهما الاستغناء عن تناول الأدوية الخاصة بها أو الانقطاع عنها ، تحسباً من مضاعفات خطيرة جداً قد تطرأ على صحة المريض " لا قدر الله " إثر عدم توفر علاجه في وقته المحدد ..!!




 في السابع والعشرين من شهر كانون أول من العام المنصرم راجع " أبو أحمد " المركز الذي تتبع له والدته ، وبعد أن نفذ دواء " الضغط والسكر " من " كيسها " المليء بالأدوية ، من أجل صرف علاجها الدوري للضغط والسكر ، وبعد عناء الروتين القاتل أتم كامل الاجراءات لذلك وحصل على الوصفة من الطبيب المعالج ، ثم ذهب للصيدلية لصرف الوصفة التي اشتملت على خمسة أنواع من العلاجات للضغط والسكر والغدة الدرقية ، ليتفاجأ من ردّ موظفة الصيدلية التي قالت بالحرف الواحد " ولا في اشي من هالوصفة مُرّ بعد يومين (ممكن ) يجينا " ، فأجبها مقهوراً " نعمّ " ، فردت " مااااا فيييييييش " ، فاختصر أبو أحمد الجدال بعد أن هاتف والدته واطمأن أن لديها من العلاج ما يكفيها ليومان ، فوضع الوصفة في جيبه على أمل صرفها بعد يومين مباشرة من الصيدلية ، وفعلاً عاد إلى المركز بعد يومان ولم يجد مما يشفي العليل من شيء ، ليعاود الكرة مرة أخرى صبيحة يوم الخميس 6/1/2011 م ويعود من المركز " بخفي حنين " ، فحاول سؤال الموظف عن مدير المركز للاستفسار عن مشكلة العلاج ، ليجيب " شو بدو يعملك المشكلة بمستودع الأدوية ، وهذيك المديرية مشان الله روح خبرهم بلكي عملوا اشي " .. فطوى أبو أحمد حيراناً الوصفة ووضعها في جيبه ليصادفني مساءً يشكو حيرته لي ومن أين يأتي بالدواء لوالدته ..!!




 وقد اضاف "أبو أحمد " أن هذه ليست المرة الأولى التي تحصل معه لصرف علاج والدته ، بل كثيراً ما حصلت ، ويقول أيضاً أنه إذا صدف وتأخر عن الموعد المسجل على بطاقة المواعيد لظرف ما ، تجد " كشرة الموظف تعلو جبهته " وكأنه يقول لك أنك قد استنفذت حقك في العلاج أو المراجعة ، وكأن بوقت هذا الموظف من ذهب ووقت المراجع من تراب ..!!




 سيدي دولة الرئيس .. نتمنى أن نرتقي بكبارنا إلى مرتبة نقدم لهم الحد الأدنى من حقهم علينا ، فحين تضع وزارة الصحة أو مديرية الصحة أو المركز الصحي بعينة برنامجاً يحدد فيه أياماً خاصة تمكن هؤلاء المرضى من مراجعة المركز للاستشارة أواستلام مستحقاتهم العلاجية ، باعتقادي أن علاجاتهم " يجب " أن تكون متوفرة ودون أي مبرر لعدم توفرها ، وأن مفهوم " الي بسبق بلبق " لا ينطبق على هذه الفئة بما أن هناك برامج واحصائيات تحدد عدد المرضى التابعين لكل مركز وكميات مخصصاتهم العلاجية ، وغير ذلك يادولة الرئيس ليس هناك إذاً ما يستدعي وجود أيام ومواعيد مخصصه لهذه الفئة من الذين منّ الله عليهم بنعمة الابتلاء بأمراض مزمنة ..!!




لذلك يا سيدي دولة الرئيس .. لقد جارينا الأمم بالعديد من مناحي الحياة المتقدمة ، إلاّ الانسان الذي نادى الهاشميون الأبرار ومنذ تأسيس الامارة ورعاية مولانا المفدى ابو الحسين أمد الله في عمره " بأن الانسان أغلى ما نملك " بات في حالة تراجع لأبسط حقوقه من العيش بكرامة وهدوء البال ، فكل شئ من حوله يثير غضبه ويرفع من ضغطه وسكره ، فلا يقوى الاّ على التأوه والصبر على ما أصابه من ابتلاء ..!!




وللعلم يا دولة الرئيس أن أبو " أحمد " اضطر لشراء علاج والدته من صيدليات القطاع الخاص ، رغم شمول والدته بتأمين من الدرجة الأولى وما يعنيه هذا من قيمة اقتطاع على الراتب .. فكلنا معرضين للإبتلاء ، وكلنا إلى زوال ، ولن يبقى منّا إلا ما قدمنا ، فالنبقي بذرة طيبة تجول على ألسنة فلذات أكبادنا ، يذكروننا بها عبر هذه الحياة ، ويدعون لنا بها لعرش الرحمن ، علّها تنقذنا وتخفف علينا بما أصابنا من هوان ..!!


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد