إنها سابقة

mainThumb

15-01-2011 08:00 PM

إنها سابقة...

إذا الشعب يوما أراد الحياة فلابد أن يستجيب القدر

ولابد لـليــل أن يــنجــلـي ولابد للقيد أن يــنكسر


هكذا قال الشاعر التونسي أبو القاسم الشابي، ورفع صوته في وجه الظلم، وأكد لكل مستبد أن الشعب هو من ينفض الذلّ عن نفسه، وأن الله لن ينزل إلى الأرض ويقاتل بدلا منا، بل الشعب هو الذي يقاتل من أجل حريته وكرامته وعزته، وأن الذليل هو من يستسلم للجبار خوفا على حياته الفانية أما الحياة الخالدة المتمثلة بالكرامة والعزة فلن ينالها إلا الأبطال الذين يفهمون معنى الحياة ومعنى ما يريد الله منهم، لذلك يقفون في وجه الظلم والاستبداد والتجبر والاستحواذ على خيرات شعب كامل من أجل شخص ويجوع الملايين لينعم أشخاص ويبعثرون مقدرات الأمة...



نعم إنها سابقة .. ما فعله الشعب التونسي بالانتفاض على الظلم وأصحابه، لم تحصل بهذا الشكل ولم يتوقع الظالم أن من كان يحسبهم غثاء يهبون في وجهه، وأن حتى الهواء إذا تعرض للضغط الزائد سينفجر في وجه الضاغط وقد يقتله، ولن يحميه حتى أسياده الذين قدم لهم دماء شعبه رخيصا وقدم لهم كرامته وكرامتهم، واستهان بهم وامتهنهم من أجل أن يحيا الشعب الفرنسي مسيطرا وعزيزا.. هؤلاء الأسياد لفظوه خوفا على صورتهم وعلى سيادة دولتهم وخوفا من التونسيين على أراضيها، لم يستقبلوه لأنهم يستحون أن يحتضنوا شخصا كان يقوم بأفعال يستحون من فعلها على قذارتهم وحقدهم على العرب..



والسؤال المطروح عربيا: هل هذه السحابة الممطرة ستتحرك نحو الشرق وتمطر في أماكن أخرى، وهل بعض البلدان العربية أو الأنظمة العربية سترى شعوبها وتتصرف بناء على حاجاتهم وليس كما تمليه السفارات الغربية التي تكون أول من يتنصل من أفعالهم، وتتعض بغيرها بدلا من أن تتعض بنفسها.



وهل ستتعلم بعض الأنظمة أن الضمانة في بقائها ليس الغرب وليس الأمن والجيش بل الشعوب التي بدأت تتغير.. وأن شيئا من الحرية والكرامة والنظر في شؤونها هي الضمانة في البقاء، وأن الحاكم الذي يملّك رقاب شعبه للتجار من أوساط الحكم كزوجة بن علي سيدفع هو الثمن وسيأتي يوم يجرفه سيل الجياع، ولن تنفعه قواته الأمنية ولا الجيوش الجرارة وسيبحث عن ملجأ ولن يكون عند أسياده ولن يكون عزيزا بل ذليلا حتى لو كان آمنا.




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد