تحسين صورة الحكام في الغرب

mainThumb

05-03-2011 07:07 PM


من غرائب الغرب الديمقراطي بعد شركات الدفاع الخاصة التي ظهرت في حرب العراق! ظهرت في خلال الأزمة الليبية شركات جديدة في الغرب مهمتها تحسين صورة الحكام في العالم الثالث عند الدول الكبرى مقابل ملايين الدولارات يدفعها الحاكم للشركة ينتزعها من أفواه الشعوب المغلوبة على أمرها.. هذه الشركات كشفت عن نفسها وهي تشعر بالحرج عندما رأت ما مارسه القذافي من جرائم بحق المواطنين الليبيين وأن القذافي كان من زبائنها... هذا يوضح كم يحاول الغرب الضحك على نفسه قبل الآخرين وكيف كان يزين الجرائم التي قام بها بحق الشعوب العربية بالذات عندما مكن حكاما مثل القذافي من رقاب الشعب وتركه يتحكم بمقدراتهم ويعطل مسيرتهم سنوات طويلة.. ثم عندما أرادت أن تكفر عن ذنبها عهدت لشركات العلاقات العامة مهمة تحسن صورة الحاكم المجرم لديهم حتى تبرر دعمها له! ويدفع طبعا هو الملايين من أجل أن تقوم هذه الشركات بتحسين صورته ليكون مقنعا للعالم وما هو بمقنع!!.

إذن من ناحية الحاكم فهو يهمه الغرب الذي أوصله للحكم ويقنعه أنه إنسان وليس كما هو في الواقع... أما رأي الشعب الذي يحكمه بالحديد والنار ويسيطر على خيراته ويقدمها للغرب لقاء تركه على سدة الحكم فلا يهمه لا من قريب ولا من بعيد ما دام أسياده مقتنعين به عن طريق دعاية الشركات..


... هذه الشركات قد يدفع لها معظم حكام العرب من أجل أن تقوم بتحسين صورتهم في بريطانيا وفي أميركا وتقوم بتسويقهم كحكام ملهمين وأذكياء ويستطيعون أن يروضون شعوبهم ويجوعونهم حتى يبقى المواطن خاملا نائما لا يسأل إلا عن الطعام الذي يسد به جوعه ويبقى الحاكم الملهم يرعى مسيرة التخلف في بلاده بالقمع وتقييد الحريات، أما الأمور الكبيرة كالموارد فهي للغرب ولا تشغل هؤلاء "الفئران" الذين يكفيهم قضم الخبز والتصفيق للحاكم الذي من أكبر بطولاته أنه سلب حريتهم وامتهنهم واحتقرهم وبعثر أموالهم على الأمور التافهة، وعدهم من الحيوانات فلا يرقون لأن يكون عندهم رأي أو أهلية !!


والشركات الغربية هذه كفيلة بتقديم الحاكم بصورة مغايرة إلى الغرب الذي يريد أن يقنع نفسه بأنه لم يرتكب جريمة بشعة عندما وضع مجرما مثل القذافي على رأس دولة فيها من الموارد ما فيها، في وقت هم ينتقون حكامهم من أنزه الناس ولا يقبلون منهم أي مخالفة صغرت أم كبرت وإذا حصل وأن ارتكب زلة فيحاكم ويترك الحكم وينتقون حكام دول العالم الثالث من أردأ الناس وأقلهم خبرة وأدبا حتى، بحيث يقبلون كل ما يطلب منهم حتى لو كان رقاب شعبهم من أجل أن يبقى الأخرق حاكما وتبقى الأمة مكبلة، وعلى الشركات تحسين صورتهم.


وعندما افتضح أمر هذه الشركات بدأت تتنصل بأنها لا تزوّر الحقائق لكنها تضخم الايجابيات فقط أما السلبيات وهي طبعا كثيرة فتنسى ولا تذكر ، فيرتاح الديكتاتور العربي ويرتاح الغرب بأنه صادق مع نفسه ومع مبدئه الديمقراطي وتبقى صورته أقرب إلى العدل مع هذه الشعوب طالما أن هناك شركات عندهم تمدح الديكتاتور وحكومات الغرب تعرف طريقة عمل هذه الشركات.

ويبقى السؤال المطروح هل سيحتاج حكام العرب بعد هذه الثورات من الشعوب إلى هذه الشركات لتسويقهم إلى الغرب صاحب الفضل عليهم وراعي مسيرتهم، أمك أن الشعوب واعية ولن تخدع وستستثمر هذه التحولات؟؟؟

صابر العبادي



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد