تنظيم القاعدة و الأنظمة العربية

mainThumb

10-04-2011 10:00 PM

 
القاعدة تنظيم هلامي لا نعرف له معالم واضحة محددة أو وجود علني واضح، سوى أن أميركا قالت أن هناك تنظيما نحاربه اسمه تنظيم القاعدة وأنه يقوم بهجمات على قوات أميركية في العالم، ولم يصرح أحد أنه من تنظيم القاعدة غير بعض التسجيلات التي تنسب لأشخاص يقولون أنهم يحاربون الوجود الأميركي في الشرق الأوسط وفي العالم وأنهم يمثلون المسلمين ويدافعون عن بلاد المسلمين، مع أن كثيرا من القوى الأخرى مثل الصين وروسيا ومن شايعهم يحاربون الوجود الأميركي وتفرده في الاستئثار بكعكة الشرق الأوسط دون غيره من الدول التي لها مصالح وتبحث عن حصص لها ولشركاتها في الشرق الأوسط، فلماذا لا يكون الصراع الذي تدعيه أميركا بينها وبين القاعدة هو في الحقيقة حرب باردة جديدة بينها وبين أجهزة مخابرات الدول التي ذكرتها، ومن يخرجون علينا كل حين يصدقون أميركا كابن لادن مثلا ما هم إلا جزء من هذه الحرب الدافئة التي تستخدم الجماعات المسلحة وعملاء المخابرات للتشويش على أميركا وإجبارها على الخروج أو إعطاء بعض الكعكة للآخرين أو تنغيصها حتى تغص بما تأكل لأنها تصر على الانفراد بالطعام الذي هو نحن" البلاد العربية والإسلامية" ولقد فعلتها أميركا ضد روسيا سابقا في أفغانستان واستخدمت الحرب  المقدسة لتخرج روسيا وتستأثر بها وها هي روسيا تحاربها بنفس السلاح ولا نكسب نحن إلا كوننا وقودا لنارهم. 


 

بالرغم من أن أنظمة مثل النظام الليبي، وآخر مثل النظام اليمني تذرعوا بمحاربة القاعدة وأن وجودهم يبعد القاعدة ولا يتركها تسيطر على البلاد إلا أننا لم نسمع كلمة واحدة من القاعدة تنفي أو تثبت كلام هذين النظامين اللذين يقتلون المواطنين، ولم نسمع تسجيلا لابن لادن يحذر النظام اليمني أو الليبي بأنه يقتل المسلمين كما تفعل أميركا في العراق وأفغانستان وأنه سينتقم لهذه الدماء، ولم يناصر الشعوب العربية في حربها ضد هذه الأنظمة التي تغتصب الشعب وتقصره على تقبلها بل تقتله لتنعم بخيراته وتهديها لأسيادها الذين يدافعون عن وجودها وسيطرتها على شعوب أنهكها الذل والجهل والفقر، أم أن أميركا نسيت إدخالهم في المشهد، أو هم تركوا للأنظمة العربية المتهاوية فرصة للعب بورقة القاعدة حتى يقنعوا شعوبهم بالاستمرار بجريمتهم التي يرتكبونها منذ عقود وهي اغتصاب السلطة!!!.

 

 

هل فعلا أميركا خافت من تنظيم القاعدة في اليمن وليبيا أم من وصول أنظمة جديدة تساويها بالصين وروسيا، اللتين باتتا تزاحمان أميركا وأوروبا في أفريقيا وفي أمكنة كثيرة في العالم، وهما من يمنع أميركا من الانفراد بنفط العراق، وهما من دفع أوروبا للضغط باتجاه التخلص من القذافي عندما استعان بروسيا والصين ليخرجاه من مأزق رفض الشعب له، وهما من يجعل أميركا تقف في صف علي صالح بالرغم من ولوغه في دم اليمنيين.

 

القاعدة التي عملت عليها أميركا ومناوئوها هي: إخفاء الحرب الاقتصادية والحرب على الموارد وإظهار حرب قذرة تقوم على أساس طائفي يشظي البلاد المستهدفة ويشغل أهلها بحروب مقدسة في سبيل أميركا، وتجمع من يقوده فهمه إلى هذا التوجه ليكون غذاء لهذه النار إلي تشتعل في البلاد العربية ويغذيها مناوئو أميركا كالصين وروسيا وفي النهاية بلادنا محتلة بأنظمتها ومواردنا منهوبة بيد أنظمتنا بل أنظمتهم عندنا...

 

لكن السؤال المطروح بعد نجاح الثورات العربية هل ستجد أميركا في أنظمة ما بعد الثورات شريكا حقيقيا؟ بمعنى هل ستقوم بنفس الدور الذي كانت الأنظمة السابقة تقوم به من تمثيل على الشعب وزجه بمؤامرات تزيد من جهله وذله وفقره بالرغم من كثرة موارده في سبيل حرب أميركا ومناوئيها؟؟......

                                                                                                           صابر العبادي



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد