قوى الشد العكسي في العالم العربي

mainThumb

01-05-2011 08:55 PM


يسمونهم في مصر واليمن بالبلطجية وفي الشام بالزعران و الشبيحة وفي ليبيا يسمونهم المرتزقة وقد تتوارد أسماء أخرى لتدل على هذه القوى، أما الحكومات العربية فتسميهم قوى خارجية حينا وأصحاب الأجندات حينا آخر والمندسين وغيرها من التسميات التي تطلقها الحكومات لتتنصل من أفعال هؤلاء الذين يتجرؤون على الشعب المطالب بحريته وامتلاك أمره بعد أن ارتهنوا لشخص الحاكم يعز منهم من يشاء ويذل من يشاء ويتحكم بمقدراتهم كيف شاء ومع كل هذا يبجل ويقدس ويدعى بالملهم والمعز والرمز.



هل يستطيع هؤلاء التجرؤ على فعل هذه الأفعال لولا أن أحد الكبراء والسادة أمرهم بذلك، أما لماذا يأمرهم بالتعرض للناس وهم من الناس؟ طبعا هؤلاء هم مخالب تحركها يد موغلة بالدماء والفساد تبيع البلاد والعباد بحفنة من الدولارات ..



الأنظمة العربية لا تستند في حكمها إلى مؤسسات ولا يسود عندها قانون حقيقي يطبق على الجميع ولا محاكم مستقلة، والأبرز فيها هو غياب الدولة وحضور شخص الحاكم وزبانيته، وهذه الزبانية استغلت غياب القانون وحضور شخص الحاكم ليخلطوا بين الحكم والتجارة، فاستولت أو هيمنت على الاقتصاد في البلاد ما جعلها تجرجر أذيالا وراءها يتبعونها وينفذون أوامرها لقاء الفائدة التي يأخذونها منهم، وهم رهن إشارة لتنفيذ ما يريدون خاصة أنهم تدرعوا بالأجهزة الأمنية في الدولة التي تشترك معهم في الفساد..



الأدهى من ذلك وكما ظهر، أن الحكام الذين سقطوا والذين في طريقهم إلى السقوط، لم يكن لهم من الأمر شيء في تسيير البلاد وهم مغلوبون على أمرهم وليس لهم أن ينفعوا شعوبهم! والذي يتحكم بهم وبمصائرهم هي الدائرة التي حولهم، بن علي كان رهنا لزوجته ومبارك رهنا لأولاده وزبانيتهم، والقذافي سيطر أبناؤه على قراره فحكومتهم تقول شيئا وهم يحاربون في جانب آخر لا يسمعون، وعلي صالح ورطه أبناؤه وأقاربه الذين سلمهم قيادة الأجهزة الأمنية، والأسد ورطه أخوه ماهر ومن حوله من طائفته فغرق نظامه في دماء السوريين، وكل هؤلاء وغيرهم لم يستطيعوا السيطرة على قوى الشد العكسي التي أثرت على حساب الشعب وتاجرت وتآمرت على البلاد واتصلت بالأعداء وعملت لهم ومكنتهم من البلاد والعباد، وبقي الحاكم الملهم والرمز والحامي والعاصم من الفتن والكوارث حجر شطرنج تحركه القوى المستفيدة من وجوده ليبقوا هم آمنين معافين في ثراء على حساب الشعب الذي سئم دعوات الأمن وخوف الفوضى على حساب حريته وكرامته ولقمة عيشه....



أما الفئة الأخيرة من قوى الشد العكسي فهي المواطن العادي المخدوع أو الفئة من المواطنين التي لم يكن لها مكان أو مؤهل رغم محاولاتها في السابق أن تلتصق بالنظام المنهار، وجاءت الفرصة أن تقدم خدماتها من أجل أن يلتفت إليها النظام ويعطيها دورا أخيرا في التسلق إليه في وقت تساقط كل المتسلقين إليه....


صابر العبادي



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد