من أبناء العسكر إلى العسكر

mainThumb

25-05-2011 11:00 PM


أتوجه بمقالي هذا باسمي وباسم كل أبناء العسكر برسالة حب وتحية إلى قواتنا المسلحة الباسلة (جيش, شرطة, درك, أجهزة أمنية ودفاع مدني)، وهذه الرسالة هي من كل الأردنيين الشرفاء وكلهم شرفاء بشتى أصولهم ومنابتهم بمجرد أن لبس آباؤهم أو أجدادهم لباس الجيش الذي قال فيه الشاعر الأردني سليمان عويس (سيدي لبسني لباس الجيش بس مرة وخذ عمري)، هذا الشرف الذي لا يحس به إلا من تشرف بلبسه ولو لأيام أو حتى لساعات لغايات التصوير، إذ تشعر أثناءها بعزة تجعلك تجتاز السحاب بهامتك.



 وأذكر ذلك الأسبوع الذي تشرفت به بلباس الجيش أثناء التدريب العملي لمادة العلوم العسكرية بالجامعة عام 1975، حيث كان مدربي (الله يمسيه بالخير إذا كان من الأحياء ويرحمه إذا انتقل إلى دار البقاء) الرقيب أول أبو مرعي وهو من طوباس. أتوجه بمقالي هذا لكافة الأردنيين فما من بيت إلا وتشرف احد أعضائه بالعسكرية، فكلنا أبناء أو أخوان عسكر. والعسكري بالإضافة إلى كونه جندياً شجاعاً إلا انه في عائلته النشمي الذي ينتخي به أهله عند كل أمر يحزبهم ويحتاج الخفة والنشاط، فتراه كما قال الشاعر :


إذا القوم قالوا من فتى خلت أنني
 
عُنيت فلم أكسل ولم أتبلد.

لكن وللأسف يطيب للبعض في بعض الأحيان أن ينسَ دور العسكري. فالعسكر يا سادة هم من أسس الأردن وصان استقلاله, ففي وقت الحرب عرفت مناطق فلسطين كلها بطولات الجيش الأردني، وعرفها له أهل فلسطين الذين احتضنوا جثامين شهداءه في بيوتهم، تشهد له السموع و اللطرون وباب الواد وأسوار القدس وكان يمكن أن يكون له من الأدوار أكثر من ذلك لولا السياسة والسياسيون، وعندما أراد العدو أن يدنس ثرى الأردن كان الدرس قاسيا جدا بالكرامة التي ما زلنا نتنفس عطر ذكراها في كل عام، فكان النصر أردنياً، ولكنه رد للعرب كلها كرامتها. وقد شكلت معركة الكرامة الأساس لكل حروب الاستنزاف وحرب أكتوبر المجيدة لاحقاً.



وعندما لم يعجب بعض الأنظمة الثورية العربية هذا التلاحم بين فئات الشعب المختلفة بمختلف أصوله ومنابته عندما امتزج الدم الأردني بالفلسطيني في معارك الاستنزاف وفي معركة الكرامة الخالدة، عبثوا به، وكان ما كان بأيلول الذي كان أسوداً على كل الأردنيين، وهنا كان للعسكر أيضا دورهم بفرض هيبة الدولة لينعم الجميع بنعمة الأمن والأمان.



وهم من بنا الأردن بوقت السلم حيث قامت فرقه الهندسية بفتح الطرق وتشييد المدارس بالأردن، والعسكر يا سادة هم من هب مساعداً لكل شقيق وصديق سواء عرف فضله الناس أو تنكروا له؛ له دور لا يضيره أن تنكره الجزيرة أو تتجاهله العربية.



و العسكري يا سادة هو من غطى العجز بمدارسنا بالمناطق النائية عندما شهدت المدارس نقصاً حاداً في المعلمين بالثمانيات. وقد زرنا أحدى المدارس بالمفرق أيام كنت موجهاً هناك وكان المعلم الوحيد هناك عسكري يخدم خدمة العلم، وقد أدى التحية العسكرية للأستاذ موسى الجفال المومني مدير التربية بذلك الوقت.



باختصار لقد جال شعار الجيش العربي في كل الأردن شرقاً وغرباً , شمالاً وجنوباً. هكذا كان دور العسكر بالحرب والسلم, أردنياً وعربياً ودولياً. صنعوا لنا مجداً تليدا, فهل نفرط بما صنعه الآباء والأجداد؟ ومن للوطن بعد الله الا الجيش وأبناؤه و أحفاده للحفاظ على هذا الإرث؟



والأن ونحن نتنسم عيدكم ضمن أعياد الوطن المجيدة نرسل لكم رسالة عرفان بجميلكم وعهد على الحفاظ على ثرى هذا الوطن الطاهر، نسلّمه لأبنائنا محفوظاً موحداً كما استلمناه منكمً. نحن أبناء العسكر ندرك أن الوطن يمر هذه الأيام بمرحلة عصيبة سيجتازها ان شاء الله بهمة من حمل الراية بعدكم من أفراد جيشنا العظيم وسندهم من أبناء العسكر.


هنيئا للإردن بجيشه وهنيئا للجيش بأبنائه الذين ما تنكروا لفضله.

وكل عام والأردن بخير.

كل عام وقائد الوطن و الجيش بخير.

كل عام وكل أسد من أسود الجيش بخير.

كل عام و نحن جميعا بخير.

و نحن على العهد باقون جنداً أوفياء لرسالة الأباء والأجداد.

alkhatatbeh@hotmail.com

alkhatatbah.maktoobblog.com




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد