الشد العكسي المعاكس

mainThumb

04-06-2011 10:00 PM


بداية أرجو أن لا أخيّب أمل القارىء لهذا المقال؛ إذ أنه ربما لا يأتي على هواه. فقد اعتاد الإعلام أو بعض الجهات أن تطلق لقب قوى الشد العكسي على جماعة من داخل الحكومة لا يريدون الإصلاح، وربما يكونوا محقين بعض الشيىء. لكن لماذا _ ومن قبيل الموضوعيه في الطرح_ لا نفترض أن هناك قوى شد عكسي من داخل التيارات التي تنادي بالأصلاح نفسها لأن الإصلاح المطروح لا يلبي طموحاتها الخاصة.




 فلو أمعنا النظر في تصريحات وتصرفات البعض لوجدناها تدفع الحكومة دفعاً باتجاه عدم الإصلاح أو التوقف عن المضي فيه : فهذا يصرّح أنه لا أمل وآخر يهدد بالويل والثبور وعظائم الأمور وثالث يشكك بالأصلاح علماً بأنه عضو في لجنة الإصلاح، ناهيك عن بعض الكتاب الذين يصوروا المستقبل بأنه أسود قاتم، و هذا يدعو للحيرة طبعاً من هذه التصرفات. الا يمكن اعتبار مطلقي هذه التصريحات أنهم قوى شد عكسي معاكس لجهود الإصلاح الحكومي، وتريد الحال ان تبقى على ما هو عليه حتى تبقى بالشارع.



كذلك لوحظ بالفترة الأخيرة تكاثر اللجان : فاجتمع دولته مع الرفيق وسماحته مع صاحب المعالي وتآلفت حركات التواريخ المختلفة للخروج بجبهة اصلاح وكأنها تنقضّ مسبقاً على ما ستأتي به الحكومة؛ الا يعتبر هذا استباقاً للجهد الإصلاحي ويشكل أكبر قوى شد عكسي. لماذا لم ينتظر الأخوة حتى تظهر النتائج وقد هلّت بشائرها بقانون جديد للانتخابات؛ فإذا قبل بها الشعب فخير وبركة و الا فالشارع موجود والتظاهر مسموح.



لا ننفي طبعا أن هناك بطئاً بالسير قدما نحو الإصلاح وهذا له سببه، وهو أن الإصلاح لا يأتي بكبسة زر، وله طرقه القانونية، و هو اصلاح شامل ستتأثر كافة المناطق الجعرافية بالوطن والتيارات والأحزاب، ولكن لا أحد ينكر أن الأردن ماض بطريق الإصلاح من خلال اللجان الحوارية الحضارية. وقد مرت الجهود بكافة المراحل وجال أعضاء اللجان في أرجاء الوطن وخرجوا بهذه التصورات التي ستأخذ طريقها بالقنوات الشرعية.



لا أتهم أحداً ولا أقلل من جهد أحد ولكن آن الأوان كذلك للتفكير في المصطلحات الأخرى كذلك كالبلطجة إضافة الى مصطلح (الزعران التي أتحفنا به الدكتور أمجد قورشة بأحدى رسائله) أنها ايضا قد تكون من بين صفوف الجانب الآخر فليس بالضرورة أن تكون كلها تأتي من جانب الحكومة فقط، ويجب التنبه لهذا.



لنجلس جلسة صفاء وصدق مع النفس لنرى أن الأمور تبشر بالخير، فمن يريد الإصلاح لا يشوش على الحكومة ولا يضع العصي بعجلة الحوار و لا يستبق النتائج و لا يفتح الملف تلو الملف قبل الانتهاء من الملفات السابقة.

حفظ الله الأردن قيادة وشعباً

alkhatatbeh@hotmail.com

alkhatatbah.maktoobblog.com




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد