وسقطت ورقة "العدوان"

mainThumb

28-06-2011 01:50 AM

بعد معاناة طويلة إمتدت لأكثر من عام مع الحكومة السابقة، والتي تنفس الشعب الصعداء برحيلها، تأملنا خيراً بحكومة الدكتور معروف البخيت، بالرغم من جميع التحفظات التي حملها البعض على الحكومة، أو أحد أعضائها. اليوم وبعد مرور أشهر قليلة فقط على هذه الحكومة، نفاجئ بالكم الهائل من علامات الإستفهام التي أثارتها الحكومة منذ إستلامها لزمام السلطة التنفيذية في البلاد، فالحكومة التي تاهت في غياهب السجين خالد شاهين منذ مغادرته البلاد بطريقة لم تعرف تفاصيلها حتى اليوم، مازالت تحاول أن تختلق لنفسها الأعذار، وتسوق لنفسها بأنها "مضحوك عليها"، وبأن العملية تمت بدون علم الحكومة أو موافقتها،





 فتارة يخرج رئيس الوزراء ليقول بأنه لم يكن يعلم بالأمر من أساسه، وتارة يحمل المسؤولية لوزيري العدل والصحة، وتارة لبعض الأطباء في مستشفى الخالدي، وتارة يتعهد بإعادة شاهين إلى البلاد مهما كلف الأمر، وأخرى يؤكد بأن الضمانات المأخوذة على شاهين كافية تماماً لإعادته في أي وقت، ولا أحد يدري لماذا إذن لم تمنع هذه الضمانات شاهين من مغادرة البلاد من الأساس !!




 السؤال الأهم في الأمر، ترى هل إنتهى الفساد في بلادنا حتى تنحصر كل المقالات والسجالات في خالد شاهين فقط؟؟ أم أن الفاسد الذي تعمد تسهيل حدوث هذا الأمر قد تعمد حدوثه وإثارته للتغطية على فساد آخر لا يريد لأحد الإنتباه إليه !! نحاول التأني في الحكم على الأمور، وتحليلها بموضوعية، وقد كنا نتوسم في الحكومة الحالية الخير بإصلاح ولو بعض ما أفسدته سابقاتها، وربما حاولت بالفعل الحكومة أن تتبع أسلوب الشفافية، وإتخذت بعض الخطوات التي رأت فيها إصلاحاً من وجهة نظرها،





ولكن .... جائت أخيراً إستقالة وزير الإعلام السابق معالي طاهر العدوان بمثابة الهزة العنيفة التي تجاوزت 9 درجات على مقياس ريختر للحكومة، وذلك بما حملت من سطور تنسف أي أمل أو تفائل بالإصلاح يمكن أن تحققه الحكومة الحالية. ويبدو بأن هذه السطور كانت من القوة والشدة التي لجمت تصريحات الحكومة، حتى أننا لم نسمع عن أي توضيح رسمي من الحكومة حتى الآن حول إستقالة معالي وزير الإعلام برغم مرور أيام على إعلانها !!





سقوط ورقة معالي طاهر العدوان، ذلك الرجل الذي عرف كاتباً محترماً، وإعلامياً أميناً في نقل الكلمة والفكرة، أدخلت الحكومة في متاهة كبيرة سيصعب عليها حلها أو تفسيرها. وبكل الأحوال فقد ضاعف معالي طاهر العدوان رصيده من الإحترام بإستقالته من الحكومة حفظاً لنزاهة الإعلام، وحفاظاً على مصداقيته وشفافيته. وعلى الحكومة أن تبحث الآن وبشكل جدي عن داعم لها على المستوى الإعلامي بحجم معالي طاهر العدوان، وإلا فإنها ستواجه صعوبة كبيرة في مواجهة الرياح العاتية القادمة.




 أخيراً وبعد أن سقطت ورقة العدوان، والتي كانت بمثابة الحصانة الإعلامية للحكومة، سنرى ماذا ستحمل الأيام القادمة للحكومة من تطورات جديدة، وماذا ستحمل لنا الحكومة في الأيام القادمة من مفارقات جديدة أيضاً.


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد