سلام ام استسلام
ومن ثم يخرج علينا بعض دعاة المهادنة والاستسلام (السلام) يدعون إن الصراع بيننا وبين العدو الصهيوني ليس إلا نفسي، وإنه لا بد من اجتياز هذا الحاجز النفسي والفكري بيننا وبين العدو الصهيوني، وبرأيهم ان هذا لن يتأتى إلا بإدخال الطمأنينة إلى قلوب أعدائنا الصهاينة وإشعارهم بالأمن، وإننا إذا فعلنا ذلك سيسود شكل من أشكال الاعتدال بينهم بدلاً من التطرف الذي اكتسحهم. وعند حدوث ذلك سيجلس ممثلو العدو الصهيوني إلى مائدة المفاوضات ويتباحثون مع الفلسطينيين بشكل عقلاني، حتى يصل الجميع إلى صيغة معقولة ترضي كل الأطراف المتنازعة.
ولكن ما يتجاهله هؤلاء أن الصراع العربي الصهيوني لم ينشأ بسبب حالة نفسية أو حالة عقلية وإنما لأن كتلة بشرية غريبة وافدة (العدو الصهيوني) جاءت إلى الأرض الفلسطينية فاستولت عليها وطردت شعبها، ولا يمكن إصلاح الوضع إلا بإرجاع الأرض إلى أصحابها وعودة الشعب الذي طُرد وليس بالاستسلام الذي سموه سلاماً. عندما يرى العدو الصهيوني ان حالة اتجاه موازين القوى هي لصالحه وضد صالح السكان الأصليين (الفلسطينيين)، فإن هذه الموازين ستدعم دولة الكيان الصهيوني العنصري المتحيِّز. واليهود سيرون ان حكوماتهم قد حققت لهم الأمن الذي يريدونه والمستوى المعيشي المرتفع الذي يتطلعون إليه.
وسيساهم ذلك في تحويل الواقع التاريخي إلى شيء هامشي باهت، ويتدعم البرنامج السياسي الاستيطاني بوصفه مرشداً للتعامل مع الواقع، ويتهمَّش السكان الأصليون (الفلسطينيون) إلى أن يغيبوا تماماً من شاشة الوجدان الصهيوني ومن خريطة دولة الكيان الصهيوني. أما في حالة اتجهت موازين القوى لصالح السكان الأصليين (الفلسطينيين) وضد صالح الصهاينة، يتولد قدر من الواقعية لدى الصهاينة، ويكتشف اليهود الذين يعيشون في دولة الكيان الصهيوني أن حكوماتهم لم تحقق لهم الأمن الذي يريدونه ولا الرفاهية التي يبغونها، ومن ثم تظهر على شاشة وجدانهم صورة السكان الأصليين، وتتعدل خريطتهم الإدراكية تدريجياً.
وتتناسب درجة التحول تناسباً طردياً مع حجم المقاومة ودرجة تزايدها. وتساهم عملية إعادة صياغة الإدراك في تبديد الأوهام والأساطير الإيديولوجية. أي إن ميل موازين القوى لصالح الفلسطينيين يؤدي إلى ترشيد العقل الصهيوني. إذن نستنتج انه إذا بقي السكان الأصليون (الفلسطينيون) ساكنين أصبح من الممكن قبولهم ككمِّ متخلف هامشي غائب، ويصبح من الممكن إظهار التسامح تجاههم، بل ومنحهم بعض الحقوق مثل (الحكم الذاتي).
أما إذا تحرك السكان الأصليون (الفلسطينيون) لتأكيد حقوقهم ورفضوا الهامشية المفروضة عليهم وتحدوا الرؤية الصهيونية وبدأوا في تغيير موازين القوة لصالحهم، فإنهم يصبحون مصدر خطر حقيقي ومن ثم يتعين التعامل معهم امنياً وسحقهم ويصبح التسامح معهم أمراً غير مطروح، وبالتالي يتزايد التطرف والبطش الصهيوني. وهذا التطرف والشراسة ليسا سوى المرحلة قبل الأخيرة التي تسبق تحطم الأسطورة (إسرائيل) والرضوخ للأمر الواقع. و
لما كنا نعيش في عالم يستند إلى القوة والبطش، أو على حد تعبير أحد الزعماء الصهاينة (إن ما لا يتحقق بالقوة يتحقق بمزيد من القوة)، فإن إيصال القيم غير المحسوسة مثل الحق والعدل للعدو يتطلب الضغط من خلال العديد من الرسائل المسلحة حتى يعرف أن العربي الحقيقي ليس مجرد صورة باهتة في وجدانه يمكنه تغييبها، وإنما هو قوة واقعية يمكن أن تسبب له خسارة فادحة إن هو تجاهلها أو حاول تهميشها وتهشيمها واكبر مثال على ذلك حركة حماس في فلسطين وحزب الله في لبنان. إن هذا هو القصور الأساسي في محاولات التوصل للسلام حسب الشروط الصهيونية.
نتج عن ظن مهندسي هذه الاتفاقيات أنهم عن طريق رفع رايات السلام والاعتدال والحديث الهادئ على مائدة المفاوضات سيُغيِّرون صورة العربي في وعي العالم، ويهدئون روع الصهاينة ويقنعونهم بأنهم معتدلون وراغبون في السلام، وأن هذا سيخلق ديناميكية تفرض على الحكومة الإسرائيلية أن تصل إلى اتفاق عادل أو شبه عادل. ولكن الذي يحدث هو عكس ذلك تماماً. فكلما ازداد الاعتدال العربي زاد التطرف الصهيوني وزاد التمسك بكل شبر من الأرض المحتلة. والعكس بالعكس، فكلما زاد التطرف العربي، أي المقاومة المسلحة، ازداد الصهاينة رشداً واستعداداً لتَقبُّل فكرة السلام الذي يستند إلى العدل والمقررات الدولية، بدلاً من السلام حسب الشروط الصهيونية، أي الاستسلام الكامل. إذن لا يمكن أن تنشأ علاقات طبيعية مع هذه الدولة العنصرية المتخندقة داخل عنصريتها بالسلام وإنما بالقوة وعلى مبدأ ما أُخذ بالقوة لا يُسترد إلا بالقوة لذلك على الفلسطينيين والعرب ان يطووا صفحة عملية السلام ويعودوا إلى المقاومة المسلحة لإرجاع فلسطين الحبيبة.
ارتفاع سعر أونصة الفضة يتجاوز 100% منذ مطلع 2025
التنمية تعلن حل 66 جمعية .. أسماء
مصر تهزم زيمبابوي في افتتاح مشوارها بكأس أمم أفريقيا 2025
الداخلية السورية: قسد نفذت اعتداءات ممنهجة على أحياء حلب ومشفى الرازي
وزيرة الأمن الداخلي الأميركية: على مادورو الرحيل
تراجع مبيعات العقار 13% .. ومطالب بتخفيض فوائد القروض السكنية
بحبح: حماس مستعدة للتفاوض حول نزع السلاح
نواب: قانون المعاملات الإلكترونية الجديد يلغي الاستثناءات
ممداني يشجّع أسود الأطلس وسط الجالية المغربية
قصي خولي ينهمر في البكاء .. ما السبب
إيمي سمير غانم تثير الجدل: لو حسن الرداد تزوج غيري من حقه
قيادة أركان الجيش السوري تأمر بوقف استهداف مصادر نيران قوات "قسد"
مهاجم زامبيا يسقط على رقبته بعد هدف قاتل في كأس أمم افريقيا
الحسين إربد يتعاقد مع البرازيلي ني فرانكو مديرا فنيا للفريق الأول
نتنياهو: إسرائيل تعلم أن إيران تجري "تدريبات" في الآونة الأخيرة
وظائف شاغرة في الضمان الاجتماعي والبحرية الأردنية .. تفاصيل
طريقة لزيادة عمر بطاريات الهواتف الذكية
أبرز مواصفات الهاتف المنتظر من Realme
تجارة عمان تدعو لإنشاء مجلس أعمال أردني -أذري
وظائف شاغرة بدائرة العطاءات الحكومية
الأردن يوقع اتفاقيتي توسعة السمرا وتعزيز مياه وادي الأردن
الصناعة توافق على استحواذين في قطاعي الطاقة والإسمنت
المملكة على موعد مع منخفض جوي جديد .. أمطار وزخات ثلجية وصقيع واسع ليلاً
الأردن يشارك في البازار الدبلوماسي السنوي للأمم المتحدة
جماهير الأرجنتين تنحني للنشامى بعد نهائي كأس العرب
بحث التعاون بين البلقاء التطبيقية والكهرباء الأردنية




