التعديلات الدستورية تتوج الجهد الملكي للإصلاح

mainThumb

16-08-2011 10:30 PM


توجت التعديلات الدستورية هذا الأسبوع الجهود الملكية للتناغم مع طلبات الحراك الشعبي للإصلاح؛ فما زلنا نذكر أن هذا الحراك بدأ بالمطالبة بنقاط محددة أهمها قانون الانتخابات والأحزاب و التحفظ على التعديلات التي أدخلت على دستور 1952 والذي وضع أساسة جلالة الملك طلال بن عبد الله رحمهما الله. وقد تم إنجاز كل ما طلبت الحراكات الشعبية وكان آخرها التعديلات الدستورية التي انتظرها الجميع.



لقد اطلعتُ على تحفظات بعض الكتاب والأحزاب مع إشادة معظمها بالانجازات الأساسية؛ وتعتبر هذه التحفظات طبيعية إذا أخذنا بعين الاعتبار أن الشعب متعدد الأمزجة وله طلباته المختلفة. ومع أحقية كل حزب أن يعبر عن أجنداته إلا انه يجب الاعتراف بان الدولة الفاضلة بقيت حلما في عقل أفلاطون والفارابي ولن نصل إلى مرحلة ترضي الجميع، وهذه سنة الله في خلقه - فلو شاء الله لجعل الناس أمة واحدة- حتى يبقى الناس قي حراك ايجابي للنهوض بهذا البلد كما طلب جلالة الملك.



يدرك الجميع أهمية أن نصل بالحكم إلى الحكومة البرلمانية المنتخبة، ولكن في ظل الوضع الحزبي العام بالأردن لا يمكن أن تنشأ مثل هذه الحكومة لهدم وجود أحزاب قوية تنافس الحزب الوحيد المنظم بالأردن وهو جبهة العمل الإسلامي؛ نحن لسنا ضد هذا الحزب ولكننا لا نريد الوقوع في مصيدة حكم الحزب الواحد وقد ناقشت هذا بمقال مستقل بعنوان (هل نحن جاهزون لحكومة برلمانية بالأردن) منذ بداية الحراك الشعبي.



لهذا وحتى تؤكد الأحزاب والقوى المختلفة أن حراكها كان وطنياً وليس مأموراً من الخارج كما يتخوف البعض، وحتى تثبت أن مسيراتها و اعتصاماتها كانت وسيلة للإصلاح وليست غاية بحد ذاتها يجب التكاتف مع الجهود الملكية للإصلاح. كذلك يجب التوقف عن سياسة التخوف من عدم جدية الحكومة لأن أمر الإصلاح لم ولن يكون إلا بيد صاحب الجلالة الذي أكد في أكثر من مناسبة أنه لا يخاف الإصلاح.



و كذلك آمل أن تتوقف كل أشكال المظاهرات والمسيرات للدفع بعجلة الإصلاح إلى الدوران والتنمية. لا يجوز أبدا أن تتغير هتافاتنا تصاعدياً وعكسياً مع كل جهد إصلاحي. فالأمور إذا فلتت من عقالها سوف تأتي على الجميع كما نرى حولنا.



نسأله تعالى أن يحمي الأردن قيادة وشعباً من كل سوء ليبقى دائما أولاً.

alkhatatbeh@hotmail.com

alkhatatbah.naktoobblog.com




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد