مهزلة المسيرات والاعتصامات في أردن النشامى

mainThumb

30-09-2011 04:52 PM

حل يوم الجمعه وحل موعدنا الاسبوعي مع الاعتصامات التي اصبحت عادة بل اصبحت متلازمة يوم الجمعه ..لكن لا اعرف واعذروني .. ينتابني شعور  بالضحك والاستهزاء عندما اسمع بنبأ القيام بمسيرة او اعتصام ، وانني ومن اشهر عديدة لا أكاد أرى جمعة تخلو من هذا .

أكتب  هذا الكلام وأعتذر منكم جميعا مع تقديري واحترامي وتأكيدي على حق كل من شارك بكافة الاعتصامات والمسيرات والاحتجاجات، ولكن أنا أجزم بأن السواد الأعظم منهم لا يعرف ماذا يريد.

كل الاعتصامات والاحتجاجات التي خرجت للمطالبة بإصلاحات كلها جاءت بعناوين كبيرة دون وجود أي مطلب عملي وواضح يشكل نقطة قوة ترتكز عليها القوى الشعبية الساعية إلى إحداث تغيير وإصلاح.

 لم أشاهد أي بيان يوزع خلال التجمعات يحمل في طياته مطالب واضحة ومحددة ولا حتى الجهة القائمة على حشد هذه التجمعات.

 لم تخبرنا هذه التجمعات بما هية مطالبها الواضحة، اعتصامات يتخللها هتافات ضد وادي عربة وتنتقل ضد القذافي لتعود لتهدد محمود عباس من عمان وتنتقد البخيت، وتدعو للعودة لدستور (52) والذي أجزم بأن نسبة كبيرة جداً لم تقرأ هذا الدستور ولم تعرف ما هيته سواء من وقود هذه الاعتصامات والاحتجاجات وهم الشباب ولا حتى من يسيّرها ممن يمارسون دور قادة التغيير. ضبابية الاعتصامات والاحتجاجات تلقي بظلالها، فالمشارك بهذه الاعتصامات لا يعرف ماذا يريد فكل ما يهتف به "نريد إصلاحات" وكفى.

لقد غاب عن هذه الاعتصامات الوعي المطلوب عند الشباب المشارك حول ما هية التغييرات التي يطلبها ولا يعرف حتى كيف يسعى إلى تجميع هذه المطالب وصياغتها ضمن بيانات توزع في كل مسيرة لتثبّت المطالب الشعبية التي يريدها المواطنين.

إذا كانت الاعتصامات والاحتجاجات تريد أن تبقى تحت خطوط عريضة من الشعارات والمطالب فستصبح كمن يدور حول نفسه حتى يسقط.

أنا مع هذه الاحتجاجات والاعتصامات ولكن أن تكون مبنية على خطط واضحة المعالم بشكل يمثل خطة عمل محددة الأهداف وواضحة المسيرة وموثقة لكل مطلب وموزعة في كل يوم تخرج فيه هذه المسيرات والاعتصامات بالإضافة إلى تزويد وسائل الإعلام المحلية والخارجية بهذه المطالب لتكون كما قلت نقطة بداية التغيير.

لقد أثر المد التونسي والمصري ومن بعدهم المد الليبي على الأحوال في الاردن فسعى من سعى إلى جلب هذه المشاهد إلى هنا فأخذوا بالقشور وتركوا البذور، .

إنني أدعو إلى الجلوس إلى طاولة حوار ليس مع حكومتنا ولكن فيما بيننا نحن الشعب وخاصة الشباب وأن نضع هيكلية واضحة وخطط عمل مختلفة ندعم بها موقفنا، وأن نقوم أيضاً بتقديم مطالبنا بشكل علمي ومدروس وبحلول تضمن لنا القدر الأكبر من مطالبنا.

حكومتنا تتعامل مع اعتصاماتنا واحتجاجاتنا ببرود أعصاب وترى بأنها ليست إلا زوبعة فنجان ما تلبث أن تعصف حتى تهدأ، فخروج لساعتين يوم الجمعة لن يغير شيئاً. نحن بحاجة كما قلت للاحتكام إلى العديد من جلسات الحوار في الجامعات والنوادي والهيئات الشبابية والتجمعات وفي البيوت والمضافات العشائرية من أجل توحيد الجهود وضمان شفافية المطالب ولكي نضمن عدم دخول السم في الدسم. إخواني الشباب ...

نريد أن نتفق على مصطلح موحد للمواطنة حتى نستطيع أن نمضي في مسار التغيير والاصلاح. هنالك من هو بيننا ويشاركنا اعتصاماتنا واحتجاجاتنا ممن يريد بنا الوصول إلى الهاوية.

هؤلاء لا يهمهم وطن ولا يهمهم نظام ولا حتى شعب، فمعبودهم قرشهم الذي سيحملونه في جيوبهم ويخرجون به حيث وجدوا مكاناً أفضل لهم من هنا. لا نريد شعارات رنانة ولا خطب عصماء ولا أشعاراً مدغدغة للعواطف ولا مسرحيات مضحكة فهذا قد عفا عليه الزمان.

نريد مطالب واضحة مبنية على خطط لا تشوبها شائبة وأن تكون موثقة وتصل لجميع الأردنيين في كل مكان من الشمال إلى الجنوب. لن نحدث تغيير إلا إذا غيرنا من أسلوبنا وجئنا بأفكار وحلول إبداعية تجعل الحكومة تضرب كفها بالآخر وتقول ما العمل مع هؤلاء؟ !!! هنالك الكثير من الشباب ممن ينتظر هذه الآلية في التعامل وقيادة الاعتصامات المنظمة للخروج والمشاركة فهؤلاء لن يخرجوا إذا ما استمر الحال على ما هو عليه.

يجب الوصول إلى مرحلة أن يكون أول فرد في الاعتصامات والاحتجاجات وآخر فرد قادر على أن يبث مطالبه بصيغة واحدة وأمام أي وسيلة إعلام محلية وخارجية فبذلك سنصل إلى توحيد الجهود والأهداف.لا يجب أن يبقى أحدنا كالببغاء يردد خلف من ينبش في مزبلة الأزمات وسوء الأوضاع ليطعمنا فاسد الطعام فهذا غير مقبول.


إخواني الشباب ...هنالك من بداخل هذه الاعتصامات من يوزع مخدرات إصلاح وتغيير لن تقودنا إلا إلى إدمانٍ على سواد أفكارهم فاحذروا كل الحذر. لقد أصبحت الحاجة الآن ضرورية إلى الاحتكام إلى طاولة حوار شعبي وليس حكومي قبل أن نبدأ بالاعتصامات والاحتجاجات ومطلباً ملحاً من أجل تشكيل قاعدة ثابتة لمطالبنا التي تسعى للتغير والإصلاح...نحن الان بحاجة لأن نفهم هدف اعتصامتنا وماذا نريد من وراء اعتصامتنا ...نحن بحاجة ان نقنع أنفسنا بما نفعل لكي يقتنع المسؤول بهدفنا وما نريد من اصلاح كشعار لاعتصاماتنا ..نحن بحاجة لأن نفهم مامعنى كلمة اصلاح ..وقبل ذلك ان نفهم مامعنى اعتصام أو مسيرة ...بالتالي يجب علينا أن نلملم أفكارنا ونحيطها بشيء من الأهمية وندع كل تقليد أعمى لأي شعب كان ..ونقنع أنفسنا أننا شعب مختلف ولنا خصوصياتنا ونظام حكمنا أيضا هو غير باقي الأنظمة التي ثارت عليها شعوبها ..ليتنا نفهم ذلك...لأنني توصلت أخيرا وللاسف الشديدأننا شعب لا يفكر أبدا وعديم الثقافة ومشتت جدا ..مع احترامي للجميع  .


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد