أستاذي شفيق عجاج كل عام و أنت بخير
ذات صباح مشرق عام 1962 أو 1963 و بينما نحن في ساحة المدرسة القديمة والوحيدة بجوار الجامع الوحيد آنذاك بقريتي الوادعة جديتا أطل علينا شابان من أبناء قريتي وهما يلبسان حطةً بيضاء وعقالاً ودخلا غرفة المعلمين التي لم يدخلها أحد من أبناء القرية باستثناء بعض الطلاب للقيام ببعض المهمات. زاد فضولنا لنعرف سبب دخول هذين الشابين إلى غرفة المعلمين، وتوقفنا عن اللعب والركض بانتظار الجرس إلى أن قُرع واصطففنا لنرى الشابين مع جماعة المعلمين والبسمة تعلو وجوههم و وجوه بعض الطلاب الشباب من أقربائهم الذين كانوا يعرفون الأمر الذي تسرب لنا في لحظات بأن هذين الشابين هما الأستاذ شفيق العجاج (بترقيق القاف) والأستاذ محمد لسعد فهكذا كنا نقرأ الأسماء بقريتنا. لا أدري إن كان غيري انتبه لما انتبهت له في وجوه أبناء قريتي الأستاذة الأفاضل، فقد لمحت في نظراتهم طموحاً وتدفقاً يسبق خطواتهم إلى غرفة المعلمين أو الغرف الصفية، لقد كانت طموحاتهم تسبق خطاهم فعلاً.
لم تتح لي الفرصة لأنهل الكثير من جهد وعلم الأستاذ محمد الأسعد ( أبو سفيان) رحمه الله وذلك لأنه تولى تدريس الصفوف العليا من المرحلة، و انشغل بعدها بالإدارة و انتقل إلى بلدة عرجان ثم عاد. لكن هذا لم يمنعه من الحنو علينا فقد كنا ابن فلان وابن فلان، فهم يعرفوننا بالاسم. و أذكر أنه –رحمه الله- رآني في نهاية العام و قبل تسليم الشهادات أحوم حول المدرسة بعد أن عرفت بوجوده هناك مساء فما كان منه إلا أن ناداني ضاحكا و قال ( أي تعال جاي بدك الشهادة تعال) فختمها ووقّعها أمامي وقال (مبروك و سلم على أبوك). و أذكر له كذلك أنني وبعد أن التحقت بمهنة التعليم تعرضت لموقف ليس ظريفا بالمراقبة على امتحان التوجيهي فتطوع مديري ( وكان يصحح مادة التاريخ مع الأستاذ محمد) آنذاك وكان اسمه أبو سفيان أيضا للمساعدة والتوسط عند الشخص المسئول، وهنا قال رحمه الله إذا ما زبطت مع أبو سفيان (مديري ) فراح تزبط مع أبو سفيان و يقصد نفسه فشعرت أنني بالنسبة له ما زلت كابنه شأني شأن طلابه الآخرين من أبناء القرية.
أما الأستاذ شفيق أطال الله في عمره فله من الذكريات الكثير الكثير ولن أستطيع ذكرها هنا رغم أنني اذكرها كلها أو معظمها. فقد درّسنى مادة اللغة العربية التي كان يحبها وحببني فيها جداً، وكان يمكن أن تكون مجال عملي. و قد كان معلماً ناجحاً جداً في هذه المادة، وهنا تعلمت منه أول درس في حياتي التعليمية وهي ( إذا أردت أن تكون ناجحا في مهنتك فعليك أن تحبها). وقد كانت له طريقة رائعة في شرح القواعد والنصوص في اللغة. و قد كنت من المتميزين فيها و ما زلت أحفظ من اللغة العربية وخاصة في الإعراب ما يمكنني من مجاراة الحضور في بعض المواقف إذا القوم قالوا ما إعراب كذا وكذا. و عندما ذهبنا إلى مدرسة دير أبي سعيد وجدنا فضل الأستاذ شفيق أمامنا بالقواعد والنصوص وكذلك العروض الذي علّمنا تلحينه قبل تقطيعه فكنا متفردين بين الطلاب هناك.
ولأهمية المكتبة بالمدرسة فقد عمد الأستاذ شفيق إلى تأسيس المكتبة بالمدرسة الجديدة (براس الدير) بعد انتقالنا إليها. لم تكن قضية عدم وجود تمويل عائقاً أمام الإصرار، فقد بدأت المكتبة بمجموعة متواضعة من الكتب، وطلب الأستاذ شفيق منا أن نوافيه بأي كتاب لا نحتاجه بالبيت، فجُمعت أعداد لا باس بها من الطلاب وهكذا أشركنا بتأسيس المكتبة. وكان أطال الله في عمره يأخذنا إلى المكتبة ويشرح لنا عنها وقد كنت بالصف الأول إعدادي عندما قال لنا ويحمل كتاباً " هذا كتاب مصادر الشعر الجاهلي ألفه الدكتور ناصر الدين الأسد يرد فيه على كتاب طه حسين في الشعر الجاهلي" فتعرفت على اسم الدكتور الأسد وسمعنا بما وراء مصادر الشعر الجاهلي، و شجّع على استعارة الكتب.
و قد أدخل الأستاذ شفيق للمدرسة بيننا نظام الرحلات بالمدرسة، و أذكر أنه طلب منا ذات يوم أن نجمع (تعريفة) واشترينا سكرا وشايا وصنعنا الشاي على النار بالحديقة التابعة للمدرسة لممارسة النشاط الزراعي في ذلك الوقت. وكان هذا أول نشاط لنا كطلاب، وقبل ذلك كان هذا النشاط مقصوراّ على الكشافة الذي كانوا يعدّون على أصابع اليد الواحدة. و كان الأستاذ شفيق متميزاً بحفلات السمر والمسرحيات وكان يخرجها بنفسه إخراجاً جميلاً يؤدي الغرض، و أذكر أنني كنت مشاركا بإحدى المسرحيات التي تتحدث عن الهجرة النبوية وكنت من الفرسان الذي اجتمعوا لقتل الرسول بالليل فأحبط الله أعمالهم.
كان الأستاذ شفيق يحرص على التواصل مع ذوينا ليزودهم بمعلومات عن سلوكنا ودراستنا و هذا ما يُعرف الآن بالتواصل بين البيت و المدرسة.
وفي الختام فهذا ليس مدحا للأساتذة ابو سفيان وابو فراس رغم أنهم يستحقونه طبعا، ولكني أردت من كل من يحتفل بعيد المعلم أن يذكر معلميه (أو من ترك بصمة في حياته) بالاسم ليبين لنا انجاز هذا المعلم. لقد قيل الكثير بما كتب عن هذه المناسبة، و هذا العام شهد الأردن قيام النقابة وقيل فيها الكثير، ولكني لم أعثر على مقال ذكر كاتبه اسم أحد معلميه.
على المرحوم الأستاذ محمد أسعد ملحم الرحمة وللأستاذ شفيق العجاج بني مفرج الدعاء بالصحة و طول العمر.
لهما و لكل من علمني حرفاً أقول:
كل عام و أنتم بخير
أساتذتي الكرام
alkhatatbeh@hotmail.com
محاميان: منع الطلبة من الامتحانات تجاوز أكاديمي خطير
سوريا .. توضيحات بشأن تقارير عن محاولة اغتيال وزيري الدفاع والداخلية
الحرارة تتجاوز معدلاتها الموسمية ب20 درجة في المغرب
أهالي وادي الحور يطالبون بإصلاح الطريق
نتنياهو لترامب: معاً سنجعل الشرق الأوسط عظيمًا مرة أخرى
حالة الطقس في المملكة حتى الأربعاء
الأردن يعزي السودان بحادث انهيار منجم للذهب
تهنئة للدكتور رامي عبيدات بمناسبة ترفيعه إلى رتبة متصرف
أحزمة نارية عنيفة على غزة .. وانتهاء الاجتماع الوزاري دون قرار
فصل الكهرباء عن هذه المناطق الاثنين
الجيش يحبط محاولة تهريب مواد مخدرة عن طريق مقذوف
العيسوي يعزي عشيرتي الحباشنة والحنيطي
التربية تحسم الجدل بشأن سؤال بمبحث اللغة العربية للتوجيهي
مقطع مضحك من مسلسل أردني يُثير التفاعل .. فيديو
فضيحة طبية تهز جرش .. فيديو وصور
مطلوبون لتسليم أنفسهم أو وضع أموالهم تحت إدارة الحكومة .. أسماء
ضبط سائق شاحنة تسبب بتلف 15 كم من الطريق الصحراوي
مهم من الحكومة بشأن ارتفاع أسعار البنزين والديزل
أمين عام وزارة التربية يعلق على روقة إمتحان الإنجليزي المزيفة
الحكومة تقر توحيد تعرفة التاكسي ودعم النقل العام
حرارة تلامس 50 مئوية بسبب قبة حرارية لاهبة .. تفاصيل
بحضور أبرز الفنانين .. الإعلان عن موعد وفعاليات مهرجان جرش
هام من الضمان لكافة المؤمن عليهم والمتقاعدين
انخفاض كبير على أسعار الذهب في الأردن اليوم
توجه حكومي لخفض جمارك السيارات المستوردة