الحكومات والأنظمة تقيّم شعوبها

mainThumb

22-10-2011 11:48 AM

ما فتئت إسرائيل منذ أن أنشئت في قلب العالم العربي، تقدم العبرة للشعوب العربية في تعاملها مع مواطنيها، وقد تحرج الأنظمة والحكومات العربية على افتراض أنها تقيم وزنا لرأي شعوبها أو تعبأ بكرامتهم وعزتهم، من حيث أنها تقدم المواطن الإسرائيلي على كل ما سواه حتى على حكامها، بغض النظر عما يجري من سياسات خفية قد تودي بحياة بعض مواطنيها ولكن يكون الصالح العام هو المحرك لها.

الصفقة الأخيرة التي جرت بين حماس وإسرائيل تؤشر إلى هذا، فإسرائيل تستبدل أسيرها بألف ونيف من الأسرى العرب، ولا نقاش في قيمة المواطن العربي أو حتى اليهودي من حيث الانسانية، فالإنسان إنسان والتفاضل بينه يكون عندنا بالتقوى أولا وأخيرا وعند غيرنا قد تكون اعتبارات أخرى، فقد تكون قيمته فيما يحسن من عمل، وقد يكون فيما يملك من مال أو غيره، لكن إسرائيل أخرجت من سجونها ألفا ويزيد في مقابل إعادة جنديها المأسور وكأنها تقول للعرب :

وكم رجل يُعد بألف رجلٍ وألف يمرون بلا عداد في حين الأنظمة العربية في شرق الوطن العربي وغربه، تحرك جيوشها إلى مواطنيها وتقتل منهم وتأسر الآلاف من أجل شخص الحاكم!! والحكومات تعتبر أنهم لا يساوون شيئا في مقابل بقاء الحاكم، مع أن الحاكم يغرق في الفساد ولا يصلح لحكم مجلس قروي من حيث الشخصية والتأهيل والنزاهة ما جعل بلاده ومواطنيه نهبا له ولأسرته ولكل مارق أفاق يتوافق معه على فساد!!....

أسرة شاليط تعبت وبكت وأزعجت الحكومة الإسرائيلية فقامت بإنفاذ الصفقة، وفي العالم العربي آلاف الأسر تبكي أبناءها ، وآلاف الأمهات الثكلى وآلاف الأبناء يتموا وآلاف الأصدقاء فقدوا أصدقاءهم والمجتمعات العربية المنكوبة بحكامها تئن تحت قصف حكوماتها و تقتل بأسلحة جيشها، وتسمى الشعوب خائنة لأنها قالت للحاكم المبجل إن لنا حقوقا وإن لنا حرية وكرامة وإن لنا موارد ارفع أيدي المرتزقة عنها ولابد أن ننتزعها منكم حتى لو كان الثمن أرواحنا، فلعل أرواحنا تتحرر إن لم تتحرر أجسادنا...

الحكومات والأنظمة العربية لن تعتبر بهذا لأن الاعتبار مرحلة متقدمة من الوعي والتفكير بالعواقب وبالخالق، لكن الشعوب العربية التي مازالت ترتبط بحكومات وأنظمة قمعية عليها أن تعيد حساباتها بأن للظلم جولة وللحق جولات، وها هم الحكام المستبدون الظلمة يتهاوون أمام صرخة الحق وزئير الشعوب الغاضبة المظلومة، ولن يكون القذافي آخرهم..


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد