فاتتني الحكومة كالعادة!!

mainThumb

26-10-2011 01:09 PM

كان صديقي - ذاك البدوي المغرق بالمحلية- ينتظر تشكيل الحكومة بفارغ الصبر، تراه يتملل : قلق في نومه وقلق في صحوه لا يكلمه أحد إلا امتعض! لا يريد أن يقطع حبل أفكاره أحد، كان أبو حميد يتصور أن فرصته من الوزارة جاء وقتها ما دام القانون منع ازدواج الجنسية وهو الأردني الذي لا يحمل جواز سفر أجنبي أو عربي ولا حتى أردني! لا يملك غير دفتر العائلة والهوية الشخصية التي أقحمها عليه أحد مرشحي مجلس النواب ولم ينجح.

يتصور صديقنا أن كل الذين يمرون به في سيارات فارهة ويملكون البيوت الضخمة والمسوّرة في قريته وتظهر عليهم آثار النعمة و الرفاه، هم ليسوا أردنيين وهم في أغلب الظن طارئون على البلد!! إذ لم يرهم قديما عندما كان شابا يزرع السهول ويحصدها في أغلب مناطق عمان دون أن يعكر صفوه كثرة المارين ولا تساوره أحاديث الحكومة والاقتصاد ودهاقين الفساد الذي يستغرب وجودهم وأفعالهم .. ومادام أنه سمع الأحاديث الكثيرة عن الإصلاح وعن ازدواج الجنسية والعودة إلى الجذور، فلا بد من أن يحصل على منصب حكومي أو على وزارة أو عين! كونه أفنى عمره في خدمة الوطن كحراث مخلص بامتياز.. فقد جاء الوقت الذي يجلس في مكانه الذي يليق به لينقذ ما تبقى من وطنه..


صديقي لم يزر يوما الصالونات السياسية في عمان، ولم يكن من رجال الأعمال، ولا يملك في هذا البلد غير بيته!! حتى أرضه باعها من أجل أن يدرّس أبناءه في جامعات الوطن العزيز، لم يدرس السياسة في أوروبا أو أميركا، لكنه يرى في نفسه القدرة التامة على إدارة دفة أي وزارة بكل حب ورأفة وإخلاص، لأنه لا يرى أكثر من حب الوطن والمواطن والرأفة بالشعب المنهك والإخلاص في العمل مؤهلات لشغل منصب حكومي رفيع في أي بلد صغر أو كبر، أما الشهادات العليا والمؤهلات الكثيرة فلن يستخدمها أي وزير في عمله، وحتى لو توفرت هذه الشهادات ولم يتوفر الحب والإخلاص فسيكون هذا الشخص وبالا على المنصب وعلى البلد وعلى المواطن، وهو يعرف الكثير من المجرمين المؤهلين الذين أغرقوا البلد والشعب في الديون والفقر والتخلف، وهو الراعي الذي لم يتأهل إلا في الرعي و "بلا شلية" لكنه يدرك ما يصلح لها فيعمله وما يضرها فيتجنبه ويقدم مصلحتها على مصلحته!.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد