المتقاعدون المدنيون الأردنيون أبناء الوطن أيضاً

mainThumb

19-11-2011 05:25 PM

طالعتنا الأنباء عن توجه رسمي لحل مشكلة الرواتب للإخوة المتقاعدين العسكريين بعد سلسة مظاهرات و اعتصامات وندوات على محطات التلفزة. و مع توجه المتقاعدين المدنيين بالتهنئة لإخوتهم المتقاعدين العسكريين فهم كذلك ينظرون بعين العتب على الحكومة بسبب استثنائهم من أي تعديلات أو ترتيبات خاصة بالمتقاعدين.

من البديهي التذكير بأن فئة المتقاعدين المدنيين الأردنيين هم أيضا أبناء لهذا الوطن و لهم عليه من الواجبات بقدر ما قدموا من الحقوق، و خدماتهم على الجبهة الداخلية للوطن لا تقل أهمية عند خدمات إخوانهم من المتقاعدين العسكريين على الجبهة الخارجية، فكانوا دوماً الجيش الرديف الذي يعزز دور قواتنا المسلحة، و لا ينكر دورهم إلا من يروق له أن يتجاهل دور هذه الفئة المسحوقة الصامتة في زمن لا يُسمع إلا أصحاب الأصوات العالية.

نعم هي فئة مسحوقة بكل ما تحمله من معنى: فرواتب متهالكة و متطلبات الأسرة لا تنقطع إضافة طبعا إلى أقساط أبنائهم الجامعية، فالمتقاعدون المدنيون – يا سادة يا كرام - لا مكرمات جامعية سخية عددا و كيفية تشملهم كما تشمل أبناء زملائهم المتقاعدين العسكريين. و لا أظنني سمعت عن إعفاءات جمركية لكبار الموظفين المدنيين سواء من كان منهم على رأس عمله أو متقاعداً أسوة بالضباط بالقوات المسلحة. كذلك لا يوجد أي مشاريع سكنية ميسرة لهم باستثناء إسكان التربية و التعليم. و للتوضيح فقط فإنني أتحدث عن المتقاعدين المدنيين بكافة المجالات الحكومية المدنية من تربية و أوقاف و زراعة و تنمية اجتماعية .....الخ.

المتقاعدون المدنيون يا سادة لا يطالبون بأكثر من العدل و مساواتهم بغيرهم، و أول هذا العدل اختفاء هذا التمييز بين القطاع الواحد من المتقاعدين، فإذا كان هناك ترتيب لسلم الرواتب فإننا ننظر إلى أن يكون الترتيب نظاماً عادلاً شاملاً لكل المتقاعدين الحكوميين من مدنيين وعسكريين، فكلاهما ذراع الوطن القوي الذي ساهم في بنائه.

أكرر مباركتي للإخوة المتقاعدين العسكريين فهم أهلنا و إخواننا، و أرجو أن لا يُفهم من مقالي هذا أنني ضد التوجه الحكومي لتحسين أوضاعهم، و لكنني كمتقاعد مدني أطالب بالمساواة معهم فقط، فكلنا أردنيون. و لا أريد الإطالة بهذا الموضوع فالبلاغة بالإيجاز.

المتقاعدون المدنيون صابرون يحدوهم الأمل بأن هناك من سيسمعهم و ينصفهم ، و إلى أن يُنصفوا سيبقى المتقاعدون المدنيون على ولائهم لوطنهم وقائده جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين حفظه الله.

و كل عام و أنتم بخير

alkhatatbeh@hotmail.com


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد