الربيع العـربي والأجندة الأميركية

mainThumb

04-12-2011 10:58 PM

 ليس اجتهادا ً إبداعيا ً, ولاهو تحليل سياسي عبقري , معرفة سر الاهتمام المعلن والمباشرالأميركي والغربي بالمنطقة العربية بالتحديد و بالمنطقة الكلية بجوارها التركي – الإيراني , والوجود الإسرائيلي المحتل لفلسطين ,إضافة إلى اهتمام بالجوارالإفريقي لدول المغرب العربية ومصر والسودان , وإن لم يكن بنفس الحمية والشدة التي يتميز به الاهتمام بما يطلقون عليه منطقة الشرق الأوسط .

 ولم يبتعد ما أسموه " الربيع العربي ", ولم يكن متوقعا ً أن يأخذ مجراه بما شهدناه في فصل الخريف من فصول السنة الدورية الطبيعية , دون تصميم مثل هذه المفارقة بين توقيت كل من الفصلين , من قوة أميركا وقدراتها التي هيأت لها كل هذا النفوذ والاستطاعة على تحريك الأحداث وإدارتها , سواء كانت من تصميمها المعد مسبقا ً أم متابعة أحداث فاجأتها وأتت نتيجة سياساتها العدائية للرغبات الشعبية في العيش في أوطانها بكرامة والتحرر من القيود ومن إلحاق سياسات بلادهم بتبعية خدمة المصالح الغربية والأميركية , بعد العناء الطويل عبرالتاريخ الحديث للعرب من مثل هذه السياسات .

 فقد تناقلت وكالات الأنباء تصريح برينستون ليمان ,مبعوث الرئيس الأميركي باراك أوباما إلى السودان الذي جاء فيه : إن انتقال الربيع العربي إلى السودان ليس جزءا ًمن أجندتنا !! مدعيا ًحرص الحكومة الأميركية على تحسين علاقاتها مع االخرطوم ( فهل نسي أن الرئيس السوداني مطلوب للعدالة الدولية المزعومة ؟؟) وإنها تفضل اصلاحات ديمقراطية دستورية في السودان وليس إسقاط النظام , ولا حتى تغييره !!.... زاعما ًأن مصلحة أميركا الآن ( لاحظ الآن لنتذكرها بعد حين )هي الاستقرار في السودان وفي جنوب السودان ( ولم يزل انفصال الجنوب عن السودان حديثا ً وبحاجة إلى استقرار).

ويتساءل البعض عن طبيعة العلاقة بين السياسة الأميركية الحالية وبين مواقف الإخوان المسلمين في مختلف البقاع , وتسري أقاويل عن محادثات قديمة متجددة بوساطة تركية قوية بين الطرفين , ترحب فيها أميركا بتسلم الإخوان السلطة بالعمل الديمقراطي .

والإخوان المسلمون كغيرهم من التيارات الساسية تسعى إلى السلطة منذ أكثر من ثمانين عاما ً, والتجارب التي مرت بهم في حكم بعض الدول العربية لم تدم , ربما لموقف أميركي غير راض عنها في حينها كأحد أهم أسباب سقوطها أو تراجعها .

 وقد تفاجأ البعض بطلب مراقب عام إخوان سوريا بطلب تدخل دولي في سوريا حيث يخوض الإخوان معركة جديدة مع النظام هناك , ولم توافق عليه (أي على طلب الحماية ) الجماعة في الأردن .

 ورغبة الإخوان في الحكم تترافق بوعودهم بالديمقراطية , وتشدد ( خلال ندوة شارك بها ثلاثة قادة إخوانيين نظمتها الجمعية الأردنية للعلوم والثقافة ونشرتها الغد بتاريخ 30112011)على إنها حركة سياسية وليست دينية تنتهج خطابا ً راشدا ًيبتعد عن التكفيرية وتسعى إلى ترسيخ معالم الدولة المدنية بمرجعية إسلامية استنادا ً إلى الديمقراطية ( عبارة تستحق التوقف عندها لأن فيها تحد قوي لمن يمكن أن يجد لها صيغة عملية في الواقع الحالي , أوالتاريخي في علوم الدين أوالسياسة والاجتماع ,أو يمكن له الاستدلال على طبيعة العلاقة بين ثلاثية مصطلحات ما يفرق بين معاني كل منها أكثر بكثير مما يجمع بين معاني ومدلولات كل منها , ومع اشتراطات وموجبات تطبيق أي نها.. ).

في أجندة ضرب إيران (النووية ), على سبيل المثال يجب" تقليم " أنياب أنصارها وتقطيع أوصال حشود مؤيديها , وبعثرة قوى المتحالفين معها , وهؤلاء هم سوريا – القومية العربية التعددية المكونات – وحزب الله والقوى القومية واليسارية في لبنان , ولا نجد ما يمكن أن ندافع عنه بقوة من أن اصطفاف الأطراف في هذا الصراع الدامي الذي سيقود إلى مزيد من هدرالطاقات العربية البشرية والمالية لا يخلو من دوافع طائفية يحذر الجميع منها ويحذْر من الوقوع في نارها , ولكن إرادة أميركا ورغبتها التي يشاركها فيها الغرب الذي تمرس في السياسات الاستعمارية وأتقن فنونها ,غير هذا وذاك .


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد