معالي الدكتور محمد نوح القضاة شيخ الشباب

mainThumb

06-12-2011 07:52 PM

لقد اعتاد الأردنيون على (الطخ) على أي وزارة جديدة ممثلة بشخص رئيسها قبل التشكيل و حلف اليمين إلا هذه الوزارة، فقد انقلبت الموازين.

لقد كان لتسريبات الصحافة حول تعيين معالي الدكتور محمد نوح بالفريق الوزاري أثر كبير على الإعلام، و أكثر ما شغل بال المهتمين بالموضوع هو رفض معاليه لوزارة الأوقاف كما جاء بالتسريبات، فكثرت التعليقات و الانتقادات.

 وأذكر من هذه التعليقات ما دار من نقاشات بيني وبين بعض الإخوة و الأخوات على صفحة "اتحاد الكتاب الإلكترونين" على الفيس بوك وكان جل هم المعلقين بعد أن خرجنا من حلقة التعليقات حول موضوع السباحة الشرعية و جوانب شرعية أخرى بالوزارة أن وضعت إحدى الأخوات السيرة الذاتية لمعاليه على الصفحة و قالت "أنا أتحدث عن الرجل المناسب في المكان المناسب".

توقف النقاش عند سؤالي لها : ما هي المؤهلات المطلوب توفرها في وزير الشباب ؟ هل يجب أن يكون لاعب كرة قدم؟ و هل وزارة الشباب هي رياضة فقط؟ وبالمناسبة كان هذا حال النقاش؛ يتوقف عند هذا السؤال.


إن من يختصر شخصية معالي الدكتور محمد نوح بأنه داعية و خطيب مسجد فقط (مع احترامي للجميع) إما أنه لا يعرف الرجل أو أنه لا يريد أن ينزل الناس منازلهم. لقد حرص الدكتور محمد ومن لحظة ظهوره على قناة (اقرأ) وبعدها نورمينا ولا أدري إن كان هناك غيرهما من القنوات قبل أن يظهر على شاشاتنا الوطنية العزيزة أن يُقدم نفسه على أنه صاحب مشروع شبابي، وكثيراً ما كان يُجاهر أن لشبابنا قدرات جبارة ولكنها بحاجة لمن يأخذ بيدهم ويوجههم. و مَن لهذه الفئة أفضلً من الدكتور محمد سليل البيت الإيماني المعروف و لا نزكي على الله أحد؟

لقد ظهر ببرامجه العديدة فأخذ بمجامع القلوب للشباب عمريا و الشباب قلبيا و عقلياً فكوّن قاعدة كبيرة من الجماهير و خير دليل على هذا هم حجم الاتصالات التي يتلقاها على برنامجه الشهير الذي ما تركه حتى بعد الوزارة ليبقى إضافة إلى صفحته على الفيس بوك وسيلة الاتصال مع محبيه. إن زيارة واحدة لصفحته تعطي الجاهل بشخصية الدكتور محمد فكرة عن عدد الزائرين لكل مشاركة له، يسألونه و يحاورونه و ينتظرون برامجه للقفز بالشباب إلى مستقبل مشرق.

لقد قدم لنا الدكتور محمد برنامج مقرئ الأردن ووعد بمؤذن الأردن السنة القادمة وهم من فئة الشباب فالفائز فيه كان شاباً نسأل الله له التوفيق، و ما أن فرغ من هذا حتى قدم لنا حملة (أنصار الله) يقوم الشباب من مناطق مختلفة بخدمة مناطقهم و مناطق أخرى بمحافظات خارج محافظاتهم و هذه الأيام يجول الجامعات و يطلق حملات (سلوكنا وجودنا). فهل قدم مسئول للفئة التي تقع تحت مسؤوليته كما قدم الدكتور محمد؟ بصراحة لا أذكر أن هناك وزيراً فارق كرسيه لأعمال ميدانية قبل معالي الدكتور محمد نوح إلا معالي الدكتور محمد طالب عبيدات والذي يشهد له (القطع في رأسه) على هذا عندما تعرض لحادث سير في طريقه إلى الطفيلة. و للطفيلة مكانة خاصة جدا عند الدكتور محمد نوح القضاة أيضاً.

هناك أيضا بعدٌ خاصٌ لوجوده بالفريق الحكومي فنحن بحاجة لمن يقول هذا حرام وهذا حلال و لا يكتفي بأن هذا قانوني أو غير قانوني. فإذا كانت قرارات مجلس الوزراء تؤخذ بالتصويت - كما أفترض - فإن كل وزير سيُسأل عن أي قرار يستهدف مقدرات الوطن، وهنا سنقف كلنا محاسِبين للدكتور محمد؛ أما إذا كان الأمر يؤخذ مشورة بين دولة الرئيس و الوزير المعني عندها فقط سنعذره.

الملاحظ أن (الطخ) على معاليه لم يبدأ من الوزارة وإنما من لحظة ظهوره على التلفزيون الأردني وقد لاحظت المرارة بصوته عندما أصبح يضيف إلى دعائه دعاء التحصين من الحسد والعين والكيد و المكر، وخاصة ببرنامجه الرائع "باب الريان". ثم ثارت الطلقات مرة أخرى عندما ظهر اسمه بالتشكيل فخرج علينا من يقول أن الدكتور قاضي لاهاي بدأ عهده بمخالفة قانونية تخص المجلس الأعلى للشباب، ثم سمعنا ملاحظة خطيب مسجد يُصبح وزيراً للشباب.

إن خطيب المسجد هو الذي ينتفض لمحافظة عزيزة كعزة أهلها و هي الطفيلة و يشيد بهم على التلفزيون و ويقول بأن مطالبهم ليست مادية " هم يطلبون مكتبة"

إن خطيب المسجد هو الذي يبحث عن فريق أردني عالمي مغمور محليا لم نسمع به قبل معالي الدكتور محمد فيدعمه. وهذا الفريق بالطفيلة أيضا

إن خطيب المسجد يا سيدي هو الذي يلغي العطاءات بالآلاف لأنها أكثر من تكلفة العطاء.

خطيب المسجد يا سيدي هو من يسحب سيارة الجاكوار و يستبدلها بسيارة أكثر توفيراً.

كنا نبكي حسرة على حالنا عندما سمعنا عن رئيس وزراء بريطانيا أنه سافر على الدرجة السياحية، و كنا نقول متى سنسمع عن وزرائنا يسافرون على الدرجة السياحية. الدكتور محمد نوح مسافر إلى قطر هذا الأسبوع وهو مسافر على الدرجة السياحية، راكب عادي وليس على البزنس أو الدرجة الأولى. قال معاليه: هذا كرسي و ذاك كرسي و أوفّر على البلد 800 دينار. من شابه أباه ما ظلم. الشيخ نوح رحمه الله في رحلته العلاجية على نفقة الديوان أجل علاج ضرسه إلى أن يعود للأردن لأنه وجد قيمة علاجه مرتفعة هناك. لا أدري إن كان عالجه او أنه قابل خالقه بضرسه دون علاج. للدكتور محمد أجر كرسي الدرجة السياحية و أجر من عمل بسنته إلى يوم القيامة.

يا سيدي الكريم أن المستعرض لكل حالات العنف الجامعي والاجتماعي يجد أن من يقوم بها أو يشعل شرارتها هم من فئة الشباب و هؤلاء الشباب ليسوا بحاجة لقوات الدرك و لكنهم بحاجة إلى من يأخذ بيدهم و يوجههم و أفضل من يقوم بهذا هو الدكتور محمد لأن الناس مفطورون على حب الدين. أن وزارة الشباب هي بوتقة تنصر فيها مخرجات الإعلام و التربية والتعليم و الثقافة ولهذا من أهم المؤهلات لمن يجلس على كرسي وزارة الشباب هو إلمامه بكل هذه القنوات.

كنت قد كتبت مقالاً قبل أشهر بعنوان" كبابنا أم كباب غيرنا" وهنا تذكرت كل هذه الانتقادات وقلت يبدو أن نهج الدكتور محمد بالتلفزيون و الوزارة قد اقترب من كباب البعض، و هنا على الدكتور محمد أن يتحمل ما يأتيه من انتقادات و يحتسبها عند الله.

لقد قال الدكتور محمد أنه لا يحب كلمات الثناء و قال من يريد أن يقول شيئا من هذا فليدعُ بظاهر الغيب أن يثبتني على الحق.

اللهم ثبت الدكتور محمد نوح القضاة على الحق.

ومن أحب الدكتور محمد فليقل آمين

alkhatatbeh@hotmail.com


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد