العرب وعبادة الأشخاص

mainThumb

28-12-2011 07:28 PM

سلوك قديم كثيرا ما استعمله اليهود في جر الجماعات الدينية  المنافسة لهم  للدخول في دوامته لإفقادهم  الشخصية، وإبقاء اليهود هم المسيطرون وفرضف همهم للحياة وغطرستهم، حسب نصوصهم التوراتية بأنهم شعب الله المختار، ولن ينافسهم أي شعب على هذه المكانة كما يأملون، وكان هدفهم من استخدام هذا الأسلوب، إبعاد الناس عن المنهج القويم "الرباني" أو لنقل النهج المكتوب الثابت والقانون السليم الذي يسري على الكل وليس مصدره البشر، ليكون المرجعية المتحررة من مزاجية الأشخاص وجهلهم وأهدافهم المبطنة وغرائزهم النهمة التي تهيمن على العامة وتسلبهم إرادتهم وحتى عقلهم ويحرم اليهود من مطامعهم. 

اليهود جروا الكثير من أصحاب الأديان  إلى عبادة العباد من دون الله وربطوهم بمجهول بشري لا يملك لنفسه ولا لهم نفعا ولا ضرا، حتى لو كان ذلك البشر نبيا أو وليا أو صالحا لأن الرسل مهمتهم تنحصر في إيصال رسالة الله إلى البشر، وتشريفهم يكون بناء على عصمتهم لحمل رسالة الله الى البشر وصلاحهم الذي يشهد به البشر جميعا، فالأنبياء -وهذا حالهم- لا يصح تقديسهم...  فما بالك ببشر لا يملك من العقل والرجاحة ما يملكه أي انسان يعيش في سواد شعبه، ويقترف السبع الموبقات ولا يبالي....
 
الحضارةالغربية والصهيونية العالمية عندما سيطرت على العالم العربي هي التي أعادت لنا هذا السلوك في عبادة وتقديس الحكام عن طريق الإعلام ووسائل الاتصال، ما أفقد العالم العربي حريته وتقدمه واستقلاله حين تم ربطه بأشخاص أفقدوه كل شيء حتى احترامه لنفسه وربطوه فكريا واقتصاديا بالغرب واليهود فسيطروا على فكرنا واقتصادنا وأخرونا حضاريا مئات السنين.


الأديان قيمت الأشخاص بناء على تمثلهم للمبدأ وتطبيقهم له ، بمعنى آخر أن الشخص لا يعني شيئا أن لم يكن المبدأ هو دستوره وهو المحرك لسلوكه وهو الضابط لكلامه، لذلك من غير المعقول أن ينزل الله كتابا ومنهجا ثم يقول: إن رجلا بعينه هو من يفرض التغيير أو يحمل لواءه وهو بعينه من يغير، برغم وجود منهج إن تمسك به أي شخص وكان يحمل صفات شخصية معينة يُحدث التغيير! هذا دينيا، أما سياسيا فليس من المعقول أن يكون شخص الحاكم منزه  دون التزام بقانون أودستور أو أخلاق أو أعراف، وكل سلوك يسلكه مبرر فقط لأنه حاكم!! فيخالف كل الأعراف والأديان والأخلاق ويكون منزها فقط لأنه حاكم.. واعتاد شعبه على الذل والهوان و يصمتون لأنه الحاكم!!...


من غير المعقول أن يبقى المواطن العربي أسير هذا السلوك رغم انكشاف العالم والحكام أمام شعوبهم بفضل التقدم التكنولوجي، وأتيح للشعوب أن يروا الطغيان والفساد من حكامهم، ثم يغضون الطرف ويقولون: إنه الحاكم!!!، الغرب الذي أوصلنا إلى هذا الحال ورغم انتشار الفساد عندهم لا يقبلون الفساد من الحاكم ورغم انفلات الحريات عندهم يقيدون الحاكم، لأنه ببساطة يجب أن يكون ثقة وعدلا ليحكمهم.  


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد