حكاية الهيكلة

mainThumb

10-01-2012 01:21 PM

لقد أدمنت الحكومات المتعاقبة الاستهتار بالشعب والتعامل معه على أنه ساذج ومغفل وجبان، يأكل الكلام وتخدره الوعود ويعتاش على الأماني الكاذبة، ونسيت أن الزمان قد تبدل وأن الشعب شب عن الطوق وما عاد كالسابق ينتشي لصورة ظهرت على وسائل الاعلام، أو يطرب لتصريح مسؤول لا يسمن ولا يغني من جوع، وصار المواطن يقول كما قال الشاعر ايليا أبي ماضي :

إن صدقا ًلا أحس به         
                            هو شيء يشبه الكذبا
لا ينجي الشاة من سغب         
                        أن في أرض السهى عشبا

المواطن لا يأكل المواعيد، ولن يثنيه عن قصده كثرة الوعود ولا الأماني،ولا  هو غبي لدرجة تجعله يفقد مكاسبه من عشرات السنين على أمل أن يتحسن وضعه الآني أو المستقبلي هو يريد تغييرا يجعله يحسبالمواطنة وأنه ذو قيمة في وطنه..

لا أحد يعرف على وجه الحقيقة ماهية الهيكلة، حتى الذين يعملون بها، ولأول خروج لها على موقع ديوان الخدمة المدنية تفاجأ الموظفون بأن رواتبهم قلت، أو زادت شيئا قليلا لا يتناسب مع الحملة الاعلامية التي وضعت الناس في حالة من التصورات والأحلام التي أملتهم بأنه سيحصلون على رواتب تسد على الأقل50% من حاجاتهم ومتطلباتهم، لكنها أي الحكومة خربطت القطاعات وأعادت الأمور كما هي ولم ير المواطن أي تغيير، فقط أكدت للمواطن أنها من قبيل اللعب بالثلاث ورقات أنه سيشهد تغييرا في صالحه، وأن حاله الى الأحسن، وأن حواة الحكومة مازالوا يراهنون على سذاجة الشعب،وأن أسلوب علي صالح وأضرابه هو الأسلوب المتبع في تصرفات الحكومة لاطالة المدة،وتخدير الناس لكسب الوقت عل الأمور تستتب ويسأم الناس من المطالبة بحقهم، وترجع الأمور كما كانت ويستمر الفساد بل يتجذر ويقوى عوده ويخسر الوطن والمواطن حقه ثم استقراره وأمنه.......

ألم تتعلم الحكومة من سابقاتها أن التخدير لا يجدي نفعا وأن المخدر له مدة وينتهي مفعوله وسيصحو المُخدر وعندما يصحو سيكون في حالة من الهذيان وسيقول كلاما ويفعل أفعالا أقوى من واقعها وأبعد مما تتصور الحكومة ، وسيكون الوقت قد نفد وسيصعب تخديره مرة أخرى!! وإن حصل ذلك ستكون ردة فعله أقوى من الأولى..

الصدق والصراحة والمكاشفة والتعامل مع الشعب بمستوى يليق به أفضل للوطن والمواطن والحكومة، أما الضحك على الذقون وقياس ردة فعل الناس بتصريحات كاذبة سيقلب السحر على الساحر والخاسر الأكبر هو الحكومة... ولن يعود الزمن الى الوراء...


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد