الثورات تحتاج الى وقت

mainThumb

24-01-2012 02:23 PM

المواطن العربي الذي يشاهد ويعيش هذا التغير في العالم العربي، يحسب أن مجرد انتهاء شخص الحاكم المستبد ينقلب الواقع بعده مرة واحدة، ويتخلص المواطن من الممارسات السابقة التي كان يعدها سيئة، والأفكارالسابقة التي يعتبرها مفروضة عليه من قبل النظام الذي أطيح  رأسه وبقيت بقية أجزاء جسمه تتحرك لتحاول في النهاية أن تزرع رأسا مكانه..

مع أن وصول المواطن العربي إلى هذا الوضع المشين فكريا وسياسيا واقتصاديا، كلف الغرب عشرات السنوات حتى استقر وسيطر على العالم العربي، وران حتى ظن أنه مخلد، وأن الشعب قد فقد البوصلة وما عاد يدري كيف يستعيد كرامته، وربط أزلامه بالأمن والأمان والاستقرار وغيرها من عبارات قد تنطلي على الكثير ممن يخاف على مكاسبه واستمرأ الواقع المذل..

مازال الموقف الدولي الذي صنع حالة الذل التي تجثم على صدور العرب قويا، ويحاول تضليل الحراك العربي، وما زال يملك أجهزة داخل البلاد العربية تعمل على كبح جماح الناس وإعادتهم إلى ما كانوا عليه، بعدة طرق وبآلاف الوسائل، والنتيجة يريدون أن لا تملك الشعوب العربية حريتها وتقرير مصيرها وتستعيد مكانتها بين الأمم، وكان الحكام الملهمون هم من يقوم بهذه المهمة، ولهم أزلامهم وعبيدهم والمستفيدون منهم، وهؤلاء لن يتقبلوا التغيير ونسف عجلهم في اليم مرة واحدة.

لذلك حتى تستقر الأمور وتُستبعد العناصر المثبطة للثورات العربية، وتنشأ أنظمة نظيفة نسبيا، أو تقود إلى الخلاص من السيطرة الاستعمارية، نحتاج إلى سنوات طويلة، وأنا لا أقلل من الذي وصلت له البلدان التي حصلت فيها ثورات تبعتها قلاقل، بل أريد أن أقول لكل مواطن عربي يحدث نفسه بأن الثورات العربية فشلت، وهاهي تتخبط في غير مكان، أقول لهم هذا أمر طبيعي ويحصل على مدى التاريخ، بل عكسه لا يمكن أن يحصل وهو قيام ثورة التغيير في أشهر، أو تنجح بمجرد سقوط الطاغية، فالواقع العربي متسخ إلى درجة يحتاج معها إلى سنوات طويلة لغسله فكريا ثم سياسيا، وإعادة الاعتبار له.

فالغرب  احتل العالم العربي سنة 1917 وبدأ عمليا يضع حكوماته من داخل البلاد العربية بعد الحرب العالمية الثانية، وامتد إلى السبعينات من القرن الماضي بما يسمى " حركات الاستقلال"، حتى أقنعت العالم العربي بها عن طريق نشوء أجيال على هذاالواقع.. وأظن أن القرن الحادي والعشرين هو قرن التحرر من الغرب كما كان القرن العشرين قرن العبودية للغرب وحكوماتهم المحلية في العالم العربي، وهاهي الأجيال تنشأ على تنسم الحرية وستتحرر وستحطم أصنامهم..


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد