سيادة الحلول الأمنية في المجتمع

mainThumb

11-02-2012 12:50 PM

اضراب المعلمين أشّر الى ثقافة الحلول الأمنية السائدة في مجتمعنا، فالحلول الأمنية في الدول ذات الأنظمة الشمولية، تستنكر حرية المجتمع وتعتبر  ما يقوله النظام هو الذي يجب أن يسود  وليس الحق أو ما ينص عليه القانون، ومن يقف فيوجه هذا الحل يُقصر عليه بقوة الأجهزة الأمنية، حتى تسرب هذا الحل الى المواطن المقموع نفسه، فصار يطبق ما يطبق عليه، على كل من يتعامل معهم من موظفي الدولة : على المعلمين والأطباء وسائر الموظفين المدنيين.

المعلم لا يحتاج الى من يعلمه المصلحة الوطنية ، لأنه هو المخول في تعليم النشء قيم الحرية والعدالة وسيادة القانون وتكافؤ الفرص، وضمان حق الغير، والمصلحة الوطنية،  ولا يجوز أن يكون أحد وصيا عليه،حتى لو كان ولي أمر طالب أو أي انسان مهما  كانت صفته، فكيف نطلب من المعلم تعليم أبنائنا إذا كان مقموعا، وكيف سيصبح المجتمع إذا انبرى المواطن الى قصر موظف عام على القيام بعمله، وكيف سيكون حالنا إذا سادت هذه الظاهرة التي خلقتها الحكومة عن طريق توجيهات أشبه ما تكون صبيانية عصابية، تخرب ولا تصلح..

أطمئنكم يا من تتباكون على مصلحة الطلبة الضائعة ..أطمئنكم أن 50% من طلابنا يغادرون المدارس بعد 12سنة دراسة أميون أو أشباه أميين، هذا في اللغة العربية أما في العلوم والرياضيات فيرتفع الرقم قليلا، وهذا طبعا ليس سببه المعلم وحده، بل المجتمع المتخلي عن دوره ووزارة التربية التي اهتمت بالقشور وتركت اللباب، وأهملت المعلم وجعلته في أدنى سلم أولوياتها، وأصبح المعلم كما تعرفون!!!

لا تخافوا من أسبوع أو أسبوعين بدون تدريس، فما مورس على التربية وعلى أبنائكم من تجهيل منكم ومن سياسة تهميش المعلم وإنكار دوره في المجتمع جعلت المعلم" ينفخ في قربة مخزوقة" وما يقدمه للطلبة من جهد يقابل بلا مبالاة وتنكرأحيانا حتى أن وقت الطالب في المدرسة أضحى بلا قيمة وتساوت السنة مع الشهر والشهرمع اليوم.

الحكومة ممثلة بكل أجهزتها الأمنية هي التي يجب أن تضمن تطبيق القانون وتضمن سلامة المعلمين وحريتهم في ممارسة حقهم الذي تضمنه القوانين،  لا أن تحرض عليهم الناس عبر الاعلام الموجه لخلق حالة احتقان لدى المواطنين، وعبر المنابر ذات الفتاوى المجمدة، التي تستقي فتاواها من الحلول الأمنية وليس من الكتاب والسنة..!!!

إذا أردتم أن يتغير واقع التعليم وتحافضوا على ثقافتكم وعلى كل مؤسساتكم وعلى تاريخكم ومستقبلكم وحاضركم، وتتخلصوا من ثقافة الفساد التي كادت تهدم دولتكم.. ادعموا المعلم وارفعوا من شأنه يرتفع شأنكم، وابنوه كما هدمتموه إذ أنتم غافلون..


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد