أزمة المعلمين واللاعبون في الظل

mainThumb

18-02-2012 08:36 PM

لأمر ما تعنتت الحكومة في حل أزمة المعلمين،ولأمر ما صم كبار الدولة آذانهم عما يحصل من تصعيد للأزمة وجعلها تطغى على كل شيء في البلد، حتى أصبح  ضوؤها  كضوء الشمس يطغى على كل ضوء غيره ويهيمن عليه  ويخفيه.

 فأزمة المعلمين التي تدخل كل بيت ويلمسها الكبير والصغير والمتعلم وغير المتعلم، حتى أشغلت الناس عن أي شيء غيرها وعن كل قضية وطنية مهما عظم شأنها وكبر خطرها، وفي ظل ذلك لا يعرف المواطن ما الذي يحدث في قضايا الفساد التي تملأ المحاكم وهيئة مكافحة الفساد، وماذا حدث للجان البرلمان التي تحقق في قضايا كبيرة ومصيرية  تشغل كل مواطن يحرص على مستقبله ومستقبل أبنائه ومستقبل وطنه وأمته، وكم من قضية مررت تحت نظر الرأي العام المنشغل بشكل كبير في قضية اضراب المعلمين، وكم من أمر أغفل لاشغال الناس بهذه الأزمة، وأولها اتفاق الشعب جميعه على محاكمة أسماء بعينها لمعت في عالم الفساد وأضرت بالمواطن أكثر من حرب مدمرة، وجعلت من الوطن مزرعة لهم يبيعون ما يبيعون ويمنحون ما يريدون لمن يريدون دون الإلتفات لحق الشعب باستهتار ممض، وصفاقة مقززة، أليس من الواجب الإلتفات لهم دون غيرهم....

ولقد استغلوا الشعب وما زالوا يستغفلونه بتوجيهه الى اتجاهات تضلله عن الهدف السامي وهو استرداد حقه ووطنه من أيدي المافيا وتجار الأوطان، عن طريق الاعلام الموجه، والأجهزة الأمنية التي تؤلب الناس ضد بعضهم بعضا ليزيد خلافهم ويتجيشون ضد أنفسهم في حين المارقون يتأهبون لإخفاء جرائمهم في حق البلد ويضعون اللمسات الأخيرة لتبرئة مخالبهم التي انغرست في جسد المواطن الأردني المنهوب، والذي يئن تحت وطأة الفقر والعوز والظلم والقهر ، ويتعرض لسيل من المؤامرات والسرقات وفوق كل هذا يعاني من التهميش والاحتقار والازدراءالذي يلمسه في كل كلمة يلفظها مسؤول يشعره أنه يريد مصلحته وكل شيء حوله حتى عينيه تقول إنه كاذب وكاذب وكاذب..

كل الأردن في أزمة وليس سببها المعلمون، بل سببها السياسات المتعمدة لقتل البلد، وجعله ضعيفا، يفقد كل طاقاته المادية والبشرية وأولها المعلم، فالمعلم هو أول من مارس عليه هؤلاء المارقون سطوتهم،وأفرغوه من مضمونه، وحطوا من قدره ليحطوا من قدر التعليم ثم من قدر البلد والدولة،ولقد آن الأوان لاسترداد هيبة المعلم ودوره، ووضعه في مكانه الحقيقي لقيادة المجتمع وتوجيهه الوجهة السليمة، ولذلك على المجتمع ألا ينشغل بهذه الأزمة بل عليه أن يدعم المعلم ويلتفت الى ما يمرره صانعو هذه الأزمة من مكائد، ويدفعهم ويدافع عن وطنه، ولا يجعل المعلم المظلوم عدوه الأول والمخرب الأول وبائع الأوطان..


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد