مهزلة فتح الملفات

mainThumb

03-03-2012 12:19 PM

في البدء كانت السرقة .. ولدنةً ولعبَ عيال.. ولدٌ يسرق كرة ولد.. وآخرٌ يستولي على إطارٍ قديمٍ لآخر.. وغيرهم كبروا وهم يلوّحون فوق السناسل اعتادوا على سرقة الكروم والمزارع...

وفي امتحانات الدراسة المختلفة في شرق العالم وغربه دأبوا على سرقة الأسئلة فوقعوا في فخ جهل الإجابة فسرقوا حتى الإجابة.. 

لم تردعهم أمهاتهم صغاراً فكبروا على حب الاكتساب السريع والتعب القليل وسرقة جهد زملائهم والتسلّق على أكتاف غيرهم أينما حلّوا وارتحلوا، يقنصون الامتيازات والعلاوات والهبات ، وتراهم ركعا سجدا عند أول مسئول طمعا في الحظوة والرضا والترقية ..

في البدء كانت لعباً ولهواً وولدنة .. أما الآن فهاهم وابناؤهم وأحفادهم وخليلاتهم يتقلدون أرفع الأوسمة وأعلى المناصب وأفخم السيارات الحكومية وشبه الحكومية... وهنا أسجل استغراباً في بلد لا يصنع برغي سيارة تجد فيه السيارات الحكومية أحدث من التي في بلد المنشأ !!! المال العام ملك لهم حيث تصل أيديهم الشريفة إليه .. الأرض مباحة حيث تصل سنابك همراتهم وشفراتهم ، فهم المالكون الشرعيون  بشرع سلطتهم ونفوذهم وإن لم يزرعوا أو يحرثوا ..

والمهزلة أنهم يديرون ملفات لمكافحة فاسدين من ربعهم وأهلهم ورفاق دربهم عاشوا دهوراً يدعون لهم بطول البقاء والسلطة وينزهونهم عن الريبة والباطل والزلل..

من يكافح من؟؟ .. من يحاسب من ؟؟...من يحقق مع من ؟؟ .. من يقاضي من ؟؟... من يحول إلى من ؟؟...  أوقفوا هذه المهزلة وارحموا الشعب المسكين واعتلوا ظهور طائراتكم الخاصة وارحلوا خلف أرصدتكم واتركوا ما تبقى من وطن أطهر من أطهركم سينظف نجاساتكم ويسجلها لكم كاملةً في مزبلة التاريخ التي سيجتموها بعرقكم النتن ونضالكم العفن في ميادين السرقة والعار ...

عاش الوطن 


السودان 3/3/2012


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد