نقابة المعلمين .. هل توجد مكاسب مادية

mainThumb

09-03-2012 02:12 PM

كنت أسأل نفسي دائما : لماذا بعض الأحزاب أو التجمعات أو اللإئتلافات التي تسمي نفسها سياسية، تحاول السيطرة على نقابات أو مجالس طلبة في الجامعات، هل هذا سبيل لنشر أفكارها، وتعميم وجهة نظرها في الحياة؟ أم هو طريقة في الوصول إلى الحكم عن طريق السيطرة على مؤسسات المجتمع المدني كخطوة أولى!! ............ ثم أعود وأحاول أن أكون موضوعيا وأبحث عن تأثير هذه التجمعات أو الأحزاب في المجتمع، أو الحياة السياسية أو الفكرية فلا أجد تأثيرا يذكر، فالفساد الفكري يسير بسرعة جنونية والأخلاقي بسرعة أكبر والمادي بأسرع من سابقيه، حتى وصلنا إلى حالة غريبة لا تحدث في البلاد المحتلة من قبل أعدائها، فهل كانوا يعلمون ما يحصل لمجتمعاتهم من تهميش وبيع مقدرات!! وهم الذين تصدروا كل النقابات والتجمعات المهنية، فإن كانوا يعلمون فهم شركاء في كل الجرائم التي وقعت علينا، وإن كانوا لا يعلمون فعليهم أن يعتذروا للشعب وينسحبوا من حياتهم العامة لأنهم تصدروا للمسؤولية وأهملوها، وليس لهم عذر في جهلهم أو جبنهم أو تواطئهم..
    
التجمعات والأحزاب التي تبحث عن المكاسب المادية وليس الفكرية ولا حتى السياسية.. قد وجدتها مثلا في نقابة المهندسين، لدعم تراخيص لمشاريعها وعقاراتها وبنوكها، وقد وجدتها في نقابة الأطباء لدعم مستشفياتها، فهل الهجمة على نقابة المعلمين تصب في نفس الاتجاه؟!!! هل يريدون التأثير الفكري هذه المرة وتوجيه الأمة إلى فكرها وأخلاقها!! أم أن الأمر مادي وليس له دخل بالفكر وبالوطن، والمكاسب المادية تصب في جيوب التنظيم بخاصة وليس في المجتمع، بل أصبح المجتمع يئن من السيطرة المادية عليه من قبل هؤلاء عن طريق البنوك والمستشفيات، ولم يخرج الثراء المادي خارج الزمرة التي يصب المردود المادي في جيوبهم فقط حتى أنه لا يصل إلى صغار المنتسبين إلى هذه التنظيمات..

نقابة المعلمين هي للمعلمين الذين قاسوا التهميش والإقصاء، وعانوا من الضائقات المالية، ومن ظلم المجتمع لهم ولمهنتهم، ولا أظنهم يسمحون لأحد أن يقطف ثمار تعبهم وجهدهم ويصادر مستحقاتهم، بأي اسم كان حتى لو كان مقدسا..


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد